الأجوبة الكافية عن الأسئلة الشامية
الناشر
مطبعة السعادة بمصر
تصانيف
من يلحد في آيات الله بغير علم قوله في صفحة ٥٨٣ والمراد بالسماء الدنيا هنا في قوله تعالى ﴿إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ﴾ ... إلخ، الفضاء المحيط بنا القريب أي هذا الجو الذي نشاهده وفيه العوالم كلها أما ما وراءه من الجواء البعيدة منا التي لا يمكن أن نصل إليها بأعيننا ولا بمناظرنا، فهو فضاء محض لا شيء فيه فلفظ السماء كما قلنا له معان كثيرة كلها ترجع إلى معنى السمو وتفسر في كل مقام بحسبه* كذب محض* ومع ذلك هو تابع فيه لأستاذه، وكلهم عالة على داروين وما قالوه فليس من كلام المسلمين ولا مراد لرب العالمين، بل السماء في الآية المذكورة ونحوها ليس المراد منها الجو، بل المراد منها بناء عظيم محكم كما تقدم والآيات الناطقة بأنها بناء كثيرة، ولا آية تدل على أنها جو كما قال هذا الدجال فمنها بناها وبنيناها، والبناء في لغة العرب معروف ﴿يوم تمور السماء مورا﴾ أي تدور دورا ومن المعلوم أن الدوران لا يكون إلا للأجسام هل ترى من فطور أي شقوق ﴿إذا السماء انشقت﴾ ﴿وفتحت السماء فكانت أبوابا﴾ والشقوق والأبواب لا تكون إلا في الأجرام قال الله تعالى ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا﴾ والسقف معناه معلوم عند العرب فالعجمي أو المستعجم إذا لم يفهم معاني القرآن
1 / 77