الشيخ عن الحسن، ﴿ذات الحبك﴾، قال: ذات الخلق الحسن، محتبكة بالنجوم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة، ﴿والسماء ذات الحبك﴾، قال: الخلق الحسن، ألم تر الحائك إذا نسج الثوب فأجاد نسجه، قيل والله أجاد ما حبكه. وأخرج ابن جرير عن مجاهد، ﴿والسماء ذات الحبك﴾ قال: المتقن البناء.
(قوله) فالسبع الشداد والطباق والطرائق والحبك تنبئ عن شيء واحد معروف عند العرب الذين نزل القرآن بلسانهم - غير صحيح بالنسبة للحبك لما تقدم، وأيضا العرب لا تعلم إلا ما تشاهده. وأما ما غاب عنها فلا تعلمه إلا بواسطة صاحب الوحي ﷺ.
(قوله) وقد سمى هذه السبع سماوات؛ لأن كل واحدة منها تعلو المخاطبين ويصعدون إليها نظرهم من فوق - فيه نظر ظاهر؛ لأن المخاطبين إنما يصعدون نظرهم للمرئي منها، وهي التي أمروا بالتفكر فيها والنظر إليها نظر اعتبار وتدبر، وما عداها لم يكلفوا بالنظر إليه لعدم استطاعتهم ذلك، وهذا الشيخ إنما يحاول بكلامه أمرا سيصرح به بعد، إلا أنه لا يتم له، ويرد عليه إن شاء الله تعالى برد جميل.
قوله "ووصف به السماء المفردة" إلى قوله "يختلف باختلاف الاعتبار" فيه نظر ظاهر يتبين بأدنى تأمل.
قوله: ذهب بعض الغافلين الذين يظنون أن الله تعالى خاطب الناس بما لا يفهمون وأقام عليهم الحجة العقلية بما لا يعقلون إلى أن السماء والسماوات من عالم الغيب كالجنة والنار فلا تعرف حقيقتها، وإنما يجب الإيمان بها إذعانا لخبر الوحي، ولو كان الأمر كذلك لما ذكر في الآيات التي يقيم الله بها حجته على عباده ليعلموا أنه الخالق المنفرد بالخلق والإبداع والعلم المحيط والحكمة البالغة والقدرة والمشيئة؛ كما استدل على ذلك بالأرض وما فيها
1 / 50