ماذا أصاب الظالمين من القرح
ولما تم هذا الصلح كتب من مدينة ذيبين القاضي العلامة علي بن عبد الله الإرياني إلى مولانا الإمام أيده الله إلى حصن كوكبان مهنئنا له بفتح صنعاء هذه القصيدة العامرة:
أهنيك يا نجم الأئمة بالفتح ... وما أسبل الرحمن فيه من النجح
وما زال مذ بنتم أزال إليكم ... تحن اشتياقا في العشى وفي الصبح
وقد حقق الله الكريم رجاءها ... فساجعة الأفراح تعلن بالصدح
أمور تولاها الإله بنفسه ... فلا منة فيها عليك لذي كدح
فحمدا لمن أولاك كل فضيلة ... يقصر عن أوصافها قول ذي المدح
فكم من سرور نال كل موحد ... وماذا أصاحب الظالمين من القرح
لقد صارت الأعداء من غيظ ما رأوا ... يودون منك الاستراحة بالذبح
مآثر زيد أنشر الله ميتها ... وبعد إياس أفضل الغيث بالسح
فسبحان من في واحد جمع الورى ... معينا له في المشكلات على السبح
إمام الهدى بحر الندى قاصم العدى ... ومن حاز في سهم العلا أرفع القدح
لقد كلت الأقلام عن حصر فضله ... ولو رمت عد البعض طال بها شرحي
وقد سامت الشعرى فلو رام شاعر ... يقول تلقاه المقدم بالنطح
وقد آن أن أهدي إليك نصائحا ... وأفضل ما يهدى مقال ذوي النصح تفقد أمور المسلمين جميعها ... وبادر لأهل الجور بالعزل والطرح
صفحة ٢٣