وأخرج ابن خزيمة وابن حبان عن أبي أمامة - وسنده جيد - قال: "خرج علينا رسول الله ﷺ بعد صلاة الصبح، فقال: إني رأيت رؤيا - وهي حق - فاعقلوها، أتاني رجل، فأخذ بيدي، فاستتبعني، حتى أتى جبلا وعرا طويلا، فقال لي: ارقه، فقلت: لا أستطيع، فقال: إني سأسهله لك، فجعلت كلما رفعت قدمي وضعتها على درجة، حتى استويت إلى سواء الجبل. فانطلقنا، فإذا نحن برجال ونساء مشققة أشداقهم، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يقولون ما لا يفعلون. ثم انطلقنا، فإذا نحن برجال ونساء مسمرة أعينهم وآذانهم، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يرون أعينهم ما لا ترى، ويسمعون آذانهم ما لا يسمعون. ثم انطلقنا، فإذا نحن بنساء معلقات بعراقيبهن، مصوبة رؤوسهن، تنهش أقدامهن الحيات، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء اللاتي يمنعن أولادهن ألبانهن. فانطلقنا، فإذا نحن برجال ونساء معلقين بعراقيبهم، مصوبة رؤوسهم، يلحسون من ماء قليل وحمإ، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يصومون ثم يفطرون قبل تحلة صومهم، ثم انطلقنا، فإذا نحن برجال ونساء أقبح شيء منظرا، وأقبحه لبوسا، وأنتنه ريحا، كأن ريحهم ريح المراحيض، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون والزناة. ثم انطلقنا، فإذا نحن بموتى أشد شيء انتفاخا، وأقبحه ريحا، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى الكفار. ثم انطلقنا، فإذا نحن برجال تحت الشجر، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى المسلمين. ثم انطلقنا، فإذا نحن بغلمان وجوار يلعبون بين نهرين، قلت: من هؤلاء، قال: هؤلاء ذرية المؤمنين. ثم انطلقنا، فإذا نحن برجال
1 / 33