في قدر، ولحم آخر نيئ خبيث، فجعلوا يأكلون من النيئ، ويدعون النضيج الطيب، قلت: من هؤلاء؟ قال: الرجل يقوم من عند امرأته حلالا فيأتي المرأة الخبيثة، فيبيت معها حتى يصبح، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا فتأتي الرجل الخبيث، فتبيت عنده حتى تصبح.
ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة، لا يستطيع حملها، وهو يزيد عليها، فقال: ما هذا؟ قال: هذا الرجل يكون عنده أمانات الناس لا يقدر على أدائها، وهو يحمل عليها. ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد، كلما قرضت عادت كما كانت، لا يفتر عنهم من ذلك شيء، قال: ما هؤلاء؟ قال: خطباء الفتنة".
ولأبي داود عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: "لما عرج بي، مررت بأقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم"
وفي تاريخ ابن عساكر بسنده عن عمرو بن أسلم الدمشقي قال: "مات عندنا رجل بالثغر، فدفن، فحفر عليه في اليوم الثالث، فإذا اللبن بحاله منصوب; وليس في اللحد شيء، فسئل وكيع بن الجراح عن ذلك، فقال: سمعنا في حديث: أن من مات وهو يعمل عمل قوم لوط سار به قبره حتى يصير معهم ويحشر معهم".
ولابن أبي الدنيا عن مسروق قال: "ما من ميت يموت وهو يسرق أو يزني أو يأتي شيئا من هذه إلا جعل معه شجاعان ينهشانه في قبره".
1 / 32