أحاديث ومرويات في الميزان ٢ - حديث الفينة
الناشر
ملتقى أهل الحديث
مكان النشر
مكة المكرمة
تصانيف
يروي عنه رأسًا، وهو من كبار شيوخه، فالظاهر أنه لم يسمع هذا الحديث منه، والله أعلم.
وأما روايته عن شبابة بن سوار، فهي التي في كتاب التوحيد، (باب ذكر النبي ﷺ وروايته عن ربه) (ح: ٧٥٤٠)، وفيها نزول نِسْبِيٌّ أيضًا، لأن البخاري ﵀ يصل إلى شعبة بن الحجاج - شيخ شبابة فيه - بواحد أحيانًا، كآدم بن أبي إياس، وحفص بن عمر الحوضي، وسليمان بن حرب.
ثم وجدت الحافظ ﵀ يذكر في "الفتح" (١٣/٥٢٥) أن البخاري روى الحديث عن مسلم بن إبراهيم عن شعبة في (تفسير سورة الفتح)، وعن أبي الوليد الطيالسي عنه في (غزوة الفتح)، إلا أن لفظ ابن أبي سريج عن شبابة عن شعبة فيه بعض المغايرة كما نَبَّه ﵀، والله أعلم.
تنبيه: توقفت قليلًا عند قول الحافظ ﵀ في "الفتح" (١٣/٥٢٤):
" قوله (حدثنا أحمد بن أبي سريج) وهو بمهملة ثم جيم، وهو أحمد بن عمر، فقيل: هو اسم أبي سريج، وقيل: أبو سريج جد أحمد ... ".
قلت: الذي وجدتُ أكثر التراجم متفقة عليه أن اسمه (أحمد بن صباح) وحَكَى بعضهم أنه (أحمد بن عمر بن صباح) بصيغة: " وقيل ". فكانحقه ﵀ أن يقول: (وهو أحمد بن الصباح) أبي: فيكون والده الصباح هو أبو سريج، والله أعلم بالصواب.
فظهر مما تقدم أن البخاري ﵀ أقلَّ من الرواية جدًا عنه مع أنه يوصله إلى شيوخ كثيرين لم يدركهم، وقلما يشاركه في شيخ بعينه، فالله أعلم بالعِلَّة في ذلك.
1 / 62