أحاديث ومرويات في الميزان ٢ - حديث الفينة
الناشر
ملتقى أهل الحديث
مكان النشر
مكة المكرمة
تصانيف
العاصمة) بقوله: " ثقة حافظ له غرائب، من العاشرة، مات بعد سنة أربعين "، كأن الحافظ تأثر بقول ابن حبان فيه: " يُغرب على استقامة فيه ".
وهو يُغرب حقًا، فإن ابن حبان نفسه روى له في "صحيحه" حديثًا واحدًا (١) أغرب فيه (!) كما في "الإحسان" (٦٥٥٦): " أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أحمد بن أبي سريج، حدثنا شبابة بن سوار، حدثني ورقاء، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس أن النبي ﷺ كتب إلى حَبْرِ بَيْمَاء، فَسَلَّمَ عليه ".
وهذا الحديث لم أجده في مكان آخر بهذا الإسناد أو بغيره، وله علة من فوق، وهي أن العقيلي ﵀ قال في ترجمته من "الضعفاء الكبير" (٤/٣٢٧): "تكلموا فيه في حديثه عن منصور "، وأورد حوارًا دار بين معاذ بن معاذ ويحيى القطان مؤداه أن حديثه عن منصور بن المعتمر لا يساوي شيئًا.
مع أن شبابة ﵀ قد روى عنه خلقٌ وفيهم كبار الحفاظ كأحمد، وإسحاق، والحسن بن عرفة، وأبي خيثمة زهير بن حرب، وعباس العنبري، وعباس الدوري، وابني أبي شيبة - أبي بكر وعثمان ـ، وابن المديني، وعمرو بن محمد الناقد، ومحمد بن رافع، ومحمود بن غيلان، ويحيى بن معين، ويعقوب بن شيبة، هل أعرضوا جميعًا عن هذا الحديث الفائدة وتركوه لابن أبي سريج الرازي؟
_________
(١) على ما في (فهارس الإحسان) والعهدة على صانعها.
1 / 31