الأغاني
محقق
علي مهنا وسمير جابر
الناشر
دار الفكر للطباعة والنشر
مكان النشر
لبنان
وقال الزبير في خبره ووافقه إسحاق فذكر أن رجلا مر بالعرجي وهو واقف على البلس ومعه ابن غرير وقد جلدا وحلقا وصب الزيت على رؤوسهما وألبسا عباءتين واجتمع الناس ينظرون إليهما قال وكان الرجل صديقا للعرجي وكان فأفاء فوقف عليه فأراد أن يتوجع لما ناله ويدعو له فلجلج لما كان في لسانه كما يفعل الفأفاء فقال له ابن غرير عني لا خرجت من فيك أبدا فقال له الرجل فمكانك إذا لا برحت منه أبدا
قال ومر به صبيان يلقطون النوى فوقفوا ينظرون إليه فالتفت إلى ابن غرير وقال له ما أعرف في الدنيا سخلين أشأم مني ومنك إن هؤلاء الصبيان لأهلهم عليهم في كل يوم على كل واحد منهم مد نوى فقد تركوا لقطهم للنوى وقد وقفوا ينظرون إلي وإليك وينصرفون بغير شيء فيضربون فيكون شؤمنا قد لحقهم
قال وقال العرجي في حبسه
صوت
( أضاعوني وأي فتى أضاعوا
ليوم كريهة وسداد ثغر )
( وصبر عند معترك المنايا
وقد شرعت أسنتها بنحري )
( أجرر في الجوامع كل يوم
فيا لله مظلمتي وصبري )
( كأني لم أكن فيهم وسيطا
ولم تك نسبتي في آل عمرو )
أبو حنيفة وجار له كان يغني بشعر العرجي
أخبرني محمد بن زكريا الصحاف قال حدثنا قعنب بن المحرز الباهلي عن الأصمعي قال
صفحة ٣٩٩