الأغاني
محقق
علي مهنا وسمير جابر
الناشر
دار الفكر للطباعة والنشر
مكان النشر
لبنان
قدم جندب بن عمرو بن حممة الدوسي المدينة مهاجرا في خلافة عمر بن الخطاب ثم مضى إلى الشأم وخلف ابنته أم أبان عند عمر وقال له يا أمير المؤمنين إن وجدت لها كفئا فزوجه بها ولو بشراك نعله وإلا فأمسكها حتى تلحقها بدار قومها بالسراة فكانت عند عمر واستشهد أبوها فكانت تدعو عمر أباها ويدعوها ابنته قال فإن عمر على المنبر يوما يكلم الناس في بعض الأمر إذ خطر على قلبه ذكرها فقال من له في الجميلة الحسيبة بنت جندب بن عمرو بن حممة وليعلم امرؤ من هو فقام عثمان فقال أنا يا أمير المؤمنين فقال أنت أنا لعمر الله كم سقت إليها قال كذا وكذا قال قد زوجتكها فعجله فإنها معدة قال ونزل عن المنبر فجاء عثمان رضي الله عنه بمهرها فأخذه عمر في ردنه فدخل به عليها فقال يا بنية مدي حجرك ففتحت حجرها فألقى فيه المال ثم قال يا بنية قولي اللهم بارك لي فيه فقالت اللهم بارك لي فيه وما هذا يا أبتاه قال مهرك فنفحت به وقالت واسوأتاه فقال احتبسي منه لنفسك ووسعي منه لأهلك وقال لحفصة يا بنتاه أصلحي من شأنها وغيري بدنها واصبغي ثوبها ففعلت ثم أرسل بها مع نسوة إلى عثمان فقال عمر لما فارقته إنها أمانة في عنقي أخشى أن تضيع بيني وبين عثمان فلحقهن فضرب على عثمان بابه ثم قال خذ أهلك بارك الله لك فيهم فدخلت على عثمان فأقام عندها مقاما طويلا لا يخرج إلى حاجة فدخل عليه سعيد بن العاص فقال له يا أبا عبد الله لقد أقمت عند هذه الدوسية مقاما ما كنت تقيمه عند النساء فقال أما إنه ما بقيت خصلة كنت أحب أن تكون في امرأة إلا صادفتها فيها ما خلا خصلة واحدة قال وما هي قال إني رجل قد دخلت في السن وحاجتي في النساء الولد وأحسبها حديثة لا ولد فيها اليوم قال فتبسمت فلما خرج سعيد من عنده قال لها عثمان ما أضحكك قالت قد سمعت قولك في الولد وإني لمن نسوة ما دخلت امرأة منهن على سيد قط فرأت حمراء حتى تلد سيد من هو منه قال فما رأت حمراء حتى ولدت عمرو بن عثمان وأم عمر بن عمرو بن عثمان أم ولد وأم العرجي آمنة بنت عمر بن عثمان وقال إسحاق بنت سعيد بن عثمان وهي لأم ولد
سبب تلقبه بالعرجي ونحوه نحو عمر بن أبي ربيعة في شعره
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني عمي
أنه إنما لقب العرجي لأنه كان يسكن عرج الطائف وقيل بل سمي بذلك لماء كان له ومال عليه بالعرج وكان من شعراء قريش ومن شهر بالغزل منها ونحا نحو عمر بن أبي ربيعة في ذلك وتشبه به فأجاد وكان مشغوفا باللهو والصيد حريصا عليهما قليل المحاشاة لأحد فيهما ولم يكن له نباهة في أهله وكان أشقر أزرق جميل الوجه وجيداء التي شبب بها هي أم محمد بن هشام بن إسماعيل المخزومي وكان ينسب بها ليفضح ابنها لا لمحبة كانت بينهما فكان ذلك سبب حبس محمد إياه وضربه له حتى مات في السجن
وأخبرني محمد بن مزيد إجازة عن حماد بن إسحاق فذكر أن حمادا حدثه عن إسحاق عن أبيه عن بعض شيوخه
صفحة ٣٧١