والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية (1) قبلت الماء فأنبتت الكلا والعشب الكثير ، وكان منها أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب بها طائفة أخرى ، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلا . وعن عامر قال : كان علماء هذه الامة بعد نبيها ستة : عمر وعبد الله وزيد ابن ثابت . فإذا قال عمر قولا وقال هذان قولا كان قولهما لقوله تبعا ، وعلى وأبى بن كعب وأبو موسى الاشعري ، فأذا قال على قولا كان قولهما لقوله تبعا ، وقال قضاة هذه الامة أربعة : عمر وعلى وزيد وأبو موسى الاشعري . ودهاة هذه الامة أربعة : عمرو بن العاص ومعاوية بن أبى سفيان والمغيرة بن شعبة وزياد . تفاوت الصحابة في صدق الرواية فبعضهم أصدق من بعض صدق عمر عبد الرحمن بن عوف وقال له : أنت عندنا العدل الرضا - قال الذهبي في شرح الخبر فأصحاب رسول الله وإن كانوا عدولا فبعضهم أعدل من بعض فهاهنا عمر قنع بخبر عبد الرحمن ، وفي قصة الاستئذان يقول لابي موسى الاشعري : ائت بمن يشهد معك (2) . رواية الصحابة بعضهم عن بعض وروايتهم عن التابعين ليس كل ما جاء من الاحاديث عن الصحابة مما رووه عن رسول الله ودون في الكتب قد سمعوه كله بآذانهم من النبي صلوات الله عليه مشافهة ، ولا أخذوه
---
(1) في رواية طائفة طيبة . ارجع في هذه الاخبار كلها إلى طبقات ابن سعد ص 109 و110 ج 2 ق 2 . (2) ص 48 ج 1 سير أعلام النبلاء للذهبي ، راجع صفحة 58 . (*)
--- [ 71 ]
صفحة ٧٠