ثانيا: ... وجود بعض الأضرحة في أماكن نائية وبعيدة عن التمركز الحضاري مثل ظفير حجة وكحلان عفار وظفار ذيبين وكوكبان ، الأمر الذي تطلب بذل مزيد من الجهد وخاصة في المناطق التي لا تقع على طرق المواصلات والتي تطلب الوصول إليها سيرا على الأقدام لمسافات طويلة ثالثا: ... أن بعض هذه الأضرحة غير مفتوحة للزيارة، ولا تفتح إلا في أيام الجمع فقط مما اضطرني إلى معاودة الزيارة من أجل الدراسة عدة مرات.
رابعا: العراقيل التي كان يضعها أمام الباحث بعض القائمين على هذه الأضرحة مما تطلب الحصول على تصاريح رسمية من أجل الزيارة العلمية الخالصة، وخاصة من الهيئة العامة الآثار ووزارة الأوقاف.
وفي الأخير فإن الأضرحة في اليمن في مناطقها المختلفة تطلب الوقت والجهد الكبير، حتى تخرج هذه الدراسة إلى حيز الوجود وتوثق تلك المباني التي بداء يندثر منها الكثير إلى جانب ما اندثر، وقد أورد الباحث بعض أضرحة مقبرة صعده قد سقطت قبابها وإذا لم يتداركها أهل الصلاح لسقطت بقية الأضرحة ولخسر اليمن نوعا من المباني الأثرية التي اتخذت شكل الجوسق والتي ليس لها مثيل إلا في مقبرة أسوان بصعيد مصر ومقبرة الحلة بالعراق مما يدل على التواصل الحضاري بين مصر والعراق واليمن.
وبفضل الله وتوفيقه أمكن التغلب على تلك الصعوبات والعوائق بالتصميم والإرادة وبلوغ المأرب والمقصد منها ألا وهو دراسة هذا النوع من الأبنية والتي تمت زيارة كل ضريح منها على حدة.
وقد قسمت البحث إلى تمهيد وخمسة أبواب درست في التمهيد الأسماء التي أطلقت على الأبنية المقامة على القبور من حيث تعريفها اللغوي وما يطلق عليها علماء الآثار، ونشأة الأضرحة في اليمن والعالم الإسلامي وتطورها.
وخصصت الباب الأول لدراسة الأضرحة في القرون الرابع والخامس والسادس الهجري، وذلك لأن هذه القرون أغلب أضرحتها مندرسة ولم يتبق منها سوى ضريحين: هما ضريح السيدة بنت أحمد بجبلة، وضريح الشيخ العباس بأسناف خولان وقد قسمته إلى أربعة فصول.
وأفردت الباب الثاني لدراسة أضرحة القرن السابع الهجري مبتدأ بضريح الأمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة بظفار ذيبين الباقية منها والمندرسة وقسمته إلى سبعة فصول .
صفحة ٨