الاعتصام بالكتاب والسنة أصل السعادة في الدنيا والآخرة ونجاة من مضلات الفتن
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
وروي عن جبير بن مطعم ﵁ قال: «كنا مع رسول الله ﷺ بالجحفة، فخرج علينا فقال: «أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وأن القرآن من عند الله؟» قلنا: نعم، قال: «فأبشروا، فإن هذا القرآن طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم فتمسكوا به، ولن تهلكوا بعده أبدًا» (١).
ومن اعتصم بالقرآن الكريم فقد اعتصم بالله، قال الله -جل وعلا-:
﴿وَمَن يَعْتَصِم بِالله فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ (٢)، أي يتوكل عليه ويحتمي بحماه (٣)، والله تعالى أمر بالاعتصام بحبل الله وهو كتابه ﷿ في آيات كثيرة (٤).
ثانيًا: وجوب الأخذ بالكتاب والسنة:
أمر الله ﷿ بالأخذ بالكتاب العزيز، وردّ كل ما يحتاجه الناس وكل ما تنازعوا فيه إليه، فقال تعالى: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ
تَأْوِيلًا﴾ (٥). قال الإمام ابن كثير ﵀: «قال مجاهد وغير واحد
(١) أخرجه الطبراني في الكبير، ٢/ ١٢٦، برقم ١٥٣٩، وفي الصغير [مجمع البحرين، برقم ٢٥٢]، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، ١/ ١٦٩: «وفيه أبو عابدة الزرقي وهو متروك الحديث»، وقال العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، ١/ ١٢٤، برقم ٣٩: «صحيح لغيره». (٢) سورة آل عمران، الآية: ١٠١. (٣) تفسير السعدي، ص١٥٩. (٤) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ١٩/ ٧٦ - ٨٣، و٩/ ٥/٨، و٣٦/ ٦٠. (٥) سورة النساء، الآية: ٥٩.
1 / 6