80

أدب الموعظة

الناشر

مؤسسة الحرمين الخيرية

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٤هـ

تصانيف

تقويم لسانه وأن يتجنب اللحن خصوصا إذا كان يحيل المعنى؛ فالإعراب، وقلة اللحن يضفيان على الموعظة جمالا، وقبولا - خصوصا إذا كانت بين أناس يدركون ذلك ـ. ولا يعني ذلك أن تصرف الهمة إلى الإعراب، أو أن يتكلف الإنسان ذلك أكثر من اللازم، أو ألا يلقي الواعظ موعظته إلا إذا كان متمكنا من الإعراب. وإنما المقصود من ذلك السعي إلى الكمال قدر المستطاع. ٣٨ـ التذكير بمآلات الأمور: فمن الطرق المجدية في الوعظ تذكير الناس بما يصير إليه المتقون من عزّ وسلامة، وما يلحق المجرمين من خزي ومهانة وندامة. ومن التذكير ما يرجع إلى البشارة بالخير في الدنيا، والحسنى في الآخرة، ومنه ما يرجع إلى الإنذار بسوء المنقلب في هذه الدار، أو عذاب الهون في تلك الدار. وللبشارة والإنذار أثر كبير في حث المؤمنين على الحسنات، وردعهم عن السيئات. وأثر البشارة والإنذار في غير المؤمن أنهما يدعوانه إلى النظر في الدعوة، وإذا نظر بروية أدرك أنها حق؛ فيفتح لها صدره، ويمد لها عنقه مذعنا١. ٣٩ـ إعطاء الوسائل صورة ما تفضي إليه من الخير والشر: فهذا الأسلوب من الطرق الحكيمة في الحث على فعل الشيء، أو الزجر عنه. ويشهد لذلك كثير من النصوص، منها قوله ﷺ: "الدال على الخير كفاعله" ٢.

١ انظر: محمد رسول الله وخاتم النبيين، ص١١١-١١٢. ٢ أخرجه أحمد٥/٢٧٤، وقال الألباني في صحيح الجامع ٣٣: صحيح، ورواه مسلم ١٨٩٣ بلفظ: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله".

1 / 82