52

أدب الموعظة

الناشر

مؤسسة الحرمين الخيرية

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٤هـ

تصانيف

يلحقون. وإذا رأى الواعظ أن يبدأ موعظته فليخفض صوته قدر المستطاع حتى لا يشوش على المصلين. ومن مراعاة المشاعر تنزيل الناس منازلهم، فكل يعطى منزلته اللائقة به من الإجلال، والإكرام، والتوقير؛ فذلك أدعى لقبول الحق، والإذعان إليه. أخرج مسلم في مقدمة صحيحه عن عائشة ﵂ أنها قالت: "أمرنا رسول الله ﷺ أن ننزل الناس منازلهم"١. ولقد اعتنت كتب السنة بهذا المعنى، كما اعتنت بذلك أدب الطلب كثيرا. ولو ألقى القارئ نظرة في بعضها لرأى ذلك جليا. ومن ذلك على سبيل المثال: كتاب الجامع لأخلاق الراوي، وآداب السامع للخطيب البغدادي. ومما عقده من أبواب في ذلك الكتاب - الباب التاسع عشر، وعنوانه: "باب: توقير المحدث طلبة العلم، وأخذه نفسه بحسن الاحتمال لهم والحلم". وساق جملة من الآثار تحت هذا الباب، ومن العنوانات التي جاءت تحت هذا الباب ما يلي: ـ "إكرامه المشايخ وأهل المعرفة". ـ "تعظيم المحدث الأشراف ذوي الأنساب". ـ تعظيم من كان رأسا في طائفته وكبيرا عند أهل نحلته". ـ "إكرامه الغرباء من الطلبة وتقريبهم".

١ مقدمة صحيح مسلم، ص٢٠.

1 / 54