سالف فعلي"١.
فهذا كلام ابن عقيل ﵀ وهذه زرايته على نفسه مع أنه هو هو في العلم والفضل والتفنن، بل يكفي أنه كتب كتاب "الفنون" الذي بلغ ثمانمائة مجلد٢.
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ وهو من هو في الزهد والعلم والورع والعبادة والجهاد ها هو يضرب مثالا رائعا في المسكنة، والافتقار، والتذلل لله ﷿.
يقول تلميذه العلامة ابن القيم ﵀ في معرض حديث له في منزلة الخشوع في كتابه الماتع مدارج السالكين: "فلا شيء أنفع للصادق من التحقق بالمسكنة، والفاقة والذل، وأنه لا شيء، وأنه ممن لم يصح له بعد الإسلام حتى يدعي الشرف فيه.
ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره، وكان يقول كثيرا: مالي شيء، ولا مني شيء، ولا في شيء، وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت:
أنا المكدي وابن المكدي ... وهكذا كان أبي وجدي
وكان إذا أثني عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعد إسلاما جيدا.
١ صيد الخاطر، ص٧٣٦ـ٧٣٩. ٢ انظر: ذيل طبقات الحنابلة١/١٥٦.
1 / 107