وحين عاد راشد ودعاء إلى مصر بعد رحلة ممتعة في أوروبا جميعها لم يكن راشد وحده الذي يحمل التوكيلات التي حصل عليها، بل إن دعاء كانت تحمل ما هو أهم من ذلك بكثير ...
كانت تحمل طفلهما الأول. •••
وضعت دعاء ولدا، ولم يتردد راشد أن يسمي الطفل رستم تقربا لأمه. وحين أنجبا أخته بعد ثلاث سنوات أسمى ابنته فوزية.
وكان الجدان والجدتان جميعا أعظم ما يكونون احتفاء بالحفيدين، لا يستثنى من ذلك عبد الشكور.
ومرت السنوات. وكبر الطفلان ودخلا المدرسة. •••
وفي يوم بينما كان راشد في مكتبه دق جرس التليفون الداخلي وجاء صوت أبيه. - ماذا تصنع؟ - لا شيء. - تعال اقعد معي.
وحين ذهب قال راشد لأبيه: أصبحت لا تزور المكتب إلا فيما ندر! - ماذا أعمل فيه؟! أنت مشغول، واتسعت أعمالك حتى أصبحت أنا غريبا عنها، والبركة فيك. - تتسلى. - أنا هنا لا أتسلى إلا إذا كنت أنت غير مشغول، وهذا قليلا ما يحدث.
وبينما الحديث يجري بين الوالد وابنه صاح عبد الشكور صيحة ألم عنيفة، وأصبح يغتصب أنفاسه من الهواء في جهد بالغ.
وسرعان ما جاء الطبيب، ونقلت سيارة الإسعاف عبد الشكور إلى المستشفى، وأجريت الفحوص الدقيقة، وفي مواجهة الأب ووجود الابن قال كبير الأطباء: حالة قلبية حادة.
وقال عبد الشكور: ألها علاج؟ - في أمريكا، وإنما لا أخفي عنكم، الأمل ضعيف. •••
صفحة غير معروفة