============================================================
والاختلاف الواقع بين أهله، ويكون عالما بالقياس وطرقه، وأصله (وفرعه)(1)، وشروطه وما يفسد به، ويكون متكنا من استنباط الأحكام ودركها واستخراجها من أصولها ، عارفا بطرق النظر، خبيرا بالأدلة ومعانيها وطرقها ومبانيها وتظمها ، ووضعها وأنواع الأقيسة وما يعتبر فيها، ويكون عارفا بلسان العرب كالأمر والنهي ، والخبر والاستخبار، والوعد والوعيد، والنداء وأقسام الاسماء والأفعال والحروف، وما لا بد منه في فهم معاني كلام الله تعالى من الكتاب العزيز، وفهم ما جاء به الرسول بلغة العرب من الفاظه(2) .
1 - إذا عرفت هذا فاعلم أن هذه الشرائط يعز وجودها في زماننا هذا في شخص من العلماء، بل لا يوجد في البسيطة اليوم مجتهد مطلق، هذا مع تدوين العلماء كتب التفسير والسنن والفقه والأقيسة والأصول والفروع، والبحث عن أحوال الرواة وجرحهم وتعديلهم، والتنقيب عن سيرتهم حقى ملا العلماء الماضون الأرض من مصنفات صنفوها وابتدعوها ، وسمل [5 /1) على الفقيه المتأخر تناول ذلك وحفظه ، وذرك الأحكام منه، ومعرفته بحفظ ما تعب عليه من تقدم ، ومع هذا فليس يوجد في صقع من الأصقاع مجتهد مطلق، بل ولا مجتهد في مذهب إمام واحد، تعتبر أقواله وجوها مخرجة في مذهب إمامه، ما ذاك عندي إلا لأن الله تعالى أعجز الخلائق في هذا، وصرف همئته(2) عن دركه وبلوغه، إعلاما منه جل جلاله عباده بتصرم الزمان ، وقرب الساعة، وأن ذلك من أشراطها ودلائلها، وقد قال الشيخ أبو بكر (1) اللفظ من نخة ب ، وفي الأصل : وفروعه . وأركان القياس أربعة : أصل وفرع وعلة وحكم .
(2) انظر : الروضة للنووى: 15/11 في سخة ب : هم، ف 106 /1
صفحة ٧٦