============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف من أصحاب المرقعات كما تزهر السماء من الكواكب، وإن الأرض لتزهر ممن لبسها بشرائطها، فكما أن الكواكب علامات الهدايات يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، 3 كذلك حكم لابسي المرقعة : أن يكونوا مواضع للقدوة وعلما للهداية، وإن الأرض لتزهر ممن كان تحت المرقعة بشرط نسيان حظ الدارين، وأصحاب المرقعات حراس الأرض وأوتادها وخيارها ، فبهم ترفع الزلازل عن آهل الآرض وبهم يمطرون وبهم 6 يرزقون لأنهم الأبدال.
وقد حكي عن أبي الخير الأقطع ، قال : كنت منكرا على أصحاب المرقعات إنكارا شديدا، فكنت قاعدا يوما في جبل لكام يوم التروية، قال : فخرج صاحب مرقعة من طرسوس فجاء إلي وسلم علي وقال : يا أبا الخير، تحج؟ وكان يوم التروية، قال : فظنتت آنه يسخر مني، فقلت : امض يا شيطان أنتم أصحاب المرقعات تفعلون كذا ، وتصنعون كذا، فصلت عليه ، قال : فقال بلسان عذب : ومع هذا كله تحج؟ قال، 12 فقلت أيضا : يا كذابين! يا مدعين! فما زلت أقول حتى ركع ركعتين ثم رفع قدمه في الهواء وأنا أنظر إليه، فقال : يابا الخير، تحج؟ قلت : بلى حسبك ! فآليت على نفسي أن لا أنكر على أصحاب المرقعات قط.
فلابس المرقعة إذا لبسها بمشهد الحقيقة واسقاط حظ الدنيا والآخرة فقد اظهر اشارة الغربة، وللصوفية في الغربة إشارات وذلك حقيقة ما به يقومون.
(7) باب دغوى الصوفية وأما دعوى الصوفية ، فإنهم ادعوا حقيقة الغربة في الدار لموافقة السنة ، إذ النبي ندب المخصوصين إلى الغربة فيما روى عنه ابن عمر رضي الله عنه أنه قال : أخذ 21 النبي ببعض جسدي فقال : يا ابن عمر كن في الدنيا كأنك غريب ! وفيما زوي 3) لابسي: لابس ض ( مواضع : مواضعا ض 12) كذابين، مدعين : الصحيح: كذابون، مدعون.
3) - 21) المسبم المفهرس 473/4.
اده ى
صفحة ٢٨