فهذا رحم الظالم، وممن رحم الظالم -أيضا- أشياء كثيرة؛ كما روي عن بعضهم: أنه خطفت عمامته، فبقي بعدو خلفه ويقول: أبرأت ذمتك منها، فقل: قبلت، فقيل له: فقال: مني يأخذه حلالا.
وجرى لآخر مثل هذا، فقيل له: فقال: لأن هذا منكر، فإذا أبرأته منها؛ فقد أزلت المنكر.
وسرق لبعض المتقدمين شيء، فحزن عليه، فذكر ذلك لبعض العارفين، فقال له: إن لم يكن حزنك على أنه قد صار في هذه الأمة من يعمل هذا العمل، أكثر من حزنك على ذهاب مالك، لم تؤد النصيحة إلى الله -عز وجل- في عباده إليه-أو كما قال-.
وخرج الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، من حديث أبي أمية المخزومي، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أتي بلص قد اعترف، ولم يوجد معه متاع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما إخالك سرقت!))، قال: بلى؛ فأعاد عليه مرتين، أو ثلاثا، فأمر به فقطع، وجيء به، فقال: استغفر الله، وتب إليه، فقال: أستغفر الله وأتوب إليه، فقال: ((اللهم تب عليه)) ((ثلاثا)).
صفحة ٢٧٤