ومر أبو جعفر محمد بن علي بمحمد بن المنكدر -وهو مغموم-، فسأله عن سبب غمه، فقيل له: الدين، وقد قرحه، فقال أبو جعفر: أفتح له في الدعاء؟ قيل: نعم، قال: لقد بورك لعبد في حاجة أكثر منها من دعاء ربه، كائنة ما كانت.
وتارة يكون الدعاء؛ عدم إجابته خير لصاحبه؛ كما قال بعض الصالحين: يقول الله تعالى في بعض كتبه المنزلة: يا ابن آدم! تسألني فأمنعك؛ لعلمي بما يصلحك، ثم تلح في السؤال، فأجود بكرمي عليك، فأعطيك ما تسألني، وتستعين به على المعاصي، ثم أستر عليك، ثم تعاود المعصية فأستر عليك، فكم من جميل أصنعه لك!، وكم من قبيح تصنعه معي!، يوشك أن أغضب عليك، لا أرضى بعدها أبدا.
صفحة ١٥٤