وقال ذا النون المصري -رحمه الله-: رأيت في الطواف جارية حسناء، وهي تدعو وتقول: أنت قلت: {ادعوني أستجب لكم}، وأنا أدعوا ولا تستجيب لي؟! فهتف بها هاتف يقول: لكن نحب دعاك؛ فلأجله أمهلناك؛ حتى لا تصرفي وجهك عنا.
وقال ثابت: إذا دعا الله المؤمن بدعوة، وكل الله جبريل بحاجته، فيقول: لا تعجل بإجابته؛ فإني أحب أن أسمع صوت عبدي المؤمن.
وفي بعض الكتب السابقة: إن الله ليبتلي العبد، وهو يحب أني سمع تضرعه.
وكان بعضهم إذا فتح له في الدعاء عند الشدائد، لم يحب تعجيل إجابته؛ خشية أن ينقطع عما فتح له.
وتارة تكون مضرة له، فيصرفها عنه؛ كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: ما أبالي أصبحت على ما أحب أو على ما أكره؛ لأني لا أدري، الخير فيما أحب، أو فيما أكره.
وقال عمر بن عبد العزيز: أصبحت ومالي سرور إلا في مواقع القضاء والقدر.
صفحة ١٥١