آداب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير رضي الله عنه
الناشر
دار الأوراق الثقافية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ
تصانيف
أولًا: الإخلاص وصدق النيّة:
ترك مصعب بن عمير ﵁ دين آبائه، وما كان فيه من نعمة ودلال، وتحمّل الأذى والتعذيب؛ كل ذلك من أجل دين الله ﷿. وقد رأى فيه الرسول ﷺ حبه الصادق لله ورسوله ﷺ، لذا قال عنه ﷺ: «لقد رأيت هذا عند أبويه بمكة يكرمانه وينعمانه، وما فتى من فتيان قريش مثله، ثم خرج من ذلك ابتغاءَ مرضاة الله ونصرة رسوله ...» (١).
وكذلك لم يشغل بال مصعب بن عمير ﵁ عندما أرسله النبي ﷺ إلى أهل المدينة إلا نشر الإسلام بينهم وتعليمهم، فلم ينظر إلى شيء من زينة الدنيا، ولم يطلب من أحد شيئا، رغم ما كان فيه من فقر وضعف، وهذا كله يدل على إخلاصه وصدق نيته ونزاهة نفسه.
ثانيًا: تهيئة الجو المناسب:
إن الحوار الناجح يتطلب تهيئته قبل البدء فيه بعدة أمور، تجعل منه حوارًا هادفًا بنّاءً، يؤتي ثماره المرجوة منه، كاختيار المكان والزمان المناسبين، والتعارف بين المتحاورين، والجلوس للحوار.
لذا دخل مصعب بن عمير وأسعد بن زرارة ﵄ حائطًا من حوائط بني ظفر (٢)، عند بئر مرق (٣)، ومن هنا سيكون الحوار مهيئًا، لما يحويه
_________
(١) الحاكم: المستدرك على الصحيحين، كتاب الإيمان، باب ذكر مصعب بن عمير العبدري ﵁،٣/ ٧٢٨، رقم ٦٦٤٠.
(٢) ابن هشام: مصدر سابق، ١/ ٤٣٥. وحوائط بني ظفر في الحرة الشرقية المعروفة بحرّة واقم (أي شرق المدينة). السمهودي: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، ٣/ ٦٢.
(٣) ابن هشام: السيرة النبوية، ١/ ٤٣٦. وبئر مرق قريبة من دار بني ظفر. السمهودي: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، ٤/ ٢٣.
1 / 8