واعْتُبِرَت فلم يوجد فيها بحمد الله خلل ولا تغيّر. ومن جملتها كتاب «الصارم المسلول على شاتم الرسول» (^١)، وهذا من الفضل الذي خصَّه الله تعالى به.
ومنها ما منحه الله تعالى من معرفة اختلاف العلماء ونصوصهم، وكثرة أقوالهم واجتهادهم في المسائل، وما رُوي عن كلٍّ منهم من راجح ومرجوح، ومقبول ومردود، في كل زمان ومكان وعصر، من الصحيح الثاقب الصائب للحقّ مما قالوه ونقلوه، وعَزْوه ذلك إلى الأماكن التي بها أودعوه، حتى كان إذا سئل عن شيء من ذلك كأنّ جميع المنقول عن الرسول ﷺ وأصحابه والعلماء فيه من الأولين والآخرين متصوَّر مسطور بإزائه. يقول ما شاء الله، ويذكر (^٢) ما يشاء. وهذا قد اتفق عليه كلّ من رآه، أو وقف على شيء من علمه، ممن لم يُغلِظ عقلَه الجهلُ والهوى.
وأمّا مؤلفاته ومصنفاته فإنها أكثر من أن أقدر على إحصائها، أو يحضرني جملة أسمائها، بل هذا لا يقدر عليه غالبًا أحد؛ لأنّها كثيرة جدًّا، كبارًا وصغارًا. وهي منشورة في البلدان. فقلَّ بلدٌ نزلتُه إلا ورأيت فيه من تصانيفه.
_________
(^١) الراجح أن تأليف كتاب الصارم .. كان في الشام قبل سفر الشيخ إلى مصر بمدة طويلة، عقب حادثة عسَّاف النصراني، سنة (٦٩٣). انظر «الجامع لسيرة شيخ الإسلام» (ص ٤٠٦ - ٤٠٧). وقد ألف الشيخ في مصر عددًا من الكتب من أهمها «منهاج السنة النبوية»، و«جواب الاعتراضات المصرية»، و«الرد على البكري»، وفتاوى جمعت فكانت نحو ست مجلدات كبار. وغير ذلك.
(^٢) لعلها: «ويترك».
1 / 746