أبو جلدة وآخرون

توفيق حبيب ت. 1359 هجري
84

أبو جلدة وآخرون

تصانيف

وظهر حبه للفن وغرامه به في الجلسة التي عقدها مجلس النواب يوم 14 يونيو سنة 1924 تحت رياسة المرحوم أحمد مظلوم باشا.

في هذه الجلسة ألقى الأستاذ ويصا واصف خطبته المشهورة في الدعاية للفنون، ومطالبته بتقرير عشرة آلاف جنيه في ميزانية وزارة المعارف لتنشيط الفنون ونشرها.

قال الأستاذ النائب الفني:

لست في حاجة لأن أبين لكم أهمية الفنون الجميلة، ويكفي أن أقول إن الفنون الجميلة سواء كانت مصرية أو أوروبية نشأت ونمت في مصر، ثم أهملناها نحن واهتمت بها أوروبا، فأخذت تدرسها في مدارسها كما وضعها المصريون القدماء.

يقولون إن أحسن نحت في العالم هو النحت المصري، ومع ذلك نجد أن هذا النحت يدرس في أوروبا دون مصر. ولست في حاجة لأن أقول لكم إذا تركتم الحاضر ونظرتم إلى الماضي، فإنكم لا تجدون من أعمالنا شيئا دام على الدهر إلا الفنون الجميلة.

إننا نستطيع أن نقدم للتاريخ شيئا، وأن نتخذ فيه أثرا. ولذا أطلب من حضراتكم اعتماد عشرة آلاف جنيه لتنفق على الفنون الجميلة، وهذا مبلغ لا يكاد يذكر إذا قورن بما تنفقه البلاد الأوروبية على هذه الفنون، مع العلم بأن ميزانية المعارف في أكثر تلك البلاد قد ينفق نصفها أحيانا على تعليم هذه الفنون، وكثيرا ما تدفع الحكومات في شراء رسم جميل 20 أو 30 ألف جنيه. وحسبي أن أقول لكم إن النحات في أوروبا إذا ذاع صيته كانت له منزلة لا تقل عن منزلة رئيس الجمهورية، وإذا مات مشى الوزراء والسفراء في جنازته.

فاعترض الأستاذ حسين هلال بك مقرر لجنة المالية على هذا الطلب ببيان ختمه بقوله:

إن أمامنا طلبا، ولكن هذا الطلب غير مبني على برنامج، وكان يجب أن يقدم البرنامج إما إلى لجنة المعارف أو لجنة الميزانية لدرسه. وعلى كل حال إن هذا الطلب سابق لأوانه، ويمكن للمجلس أن ينظره بعد أن ينتهي من الطلبات التي ستقدم إليه من وزارة المواصلات بخصوص التليفونات، حتى إذا بقي شيء فإن اللجنة لا تعارض فيه.

فشرح الأستاذ ويصا واصف في إيجاز ما يقصد أن يصرف فيه المبلغ لتنشيط الموسيقى والتمثيل والرسم والزخرفة والفنون التطبيقية.

وانتهت المناقشة بأن وافق المجلس على تقرير المبلغ الذي طلبه المرحوم ويصا واصف، فكان نواة لما يقرر سنويا في ميزانية وزارة المعارف للفنون.

صفحة غير معروفة