أبو العلاء المعري

أحمد تيمور باشا ت. 1348 هجري
179

أبو العلاء المعري

تصانيف

لنا رتبة البادي الذي هو أكذب

مشيتم على آثارنا في طريقنا

وبغيتكم في أن تسودوا وترهبوا

ثم قال ياقوت: وهذا يشبه أن يكون شعره، قد نحله هذا اليهودي، أو أن إيراده لمثل هذا، واستلذاذه به؛ من أمارات سوء عقيدته، وقبح مذهبه. انتهى.

والعجب من ياقوت، كيف يزعم هذا الزعم، ومن أين أتى له أن هذه الأبيات من شعره، أو أنه أوردها استلذاذا بها، وهو إنما جاء بها في أثناء كلامه على الزنادقة وتقبيح أعمالهم. وأحر أن يكون إيراده لها في عرض إنكاره عليهم، من أبين الأدلة على حسن عقيدته. وليست رسالة الغفران ببعيدة على من يريد تحقيق ذلك.

وسئل فتح الدين بن سيد الناس: ما كان رأي الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد فيه؟ فقال: كان يقول: هو في حيرة، فقال الصفدي: وهذا أحسن ما يقال في أمره؛ لأن في كلامه تناقضا كثيرا. وإلى الله ترجع الأمور.

هذا ما وقفت عليه من كلامهم في سوء عقيدته، إلا قليلا منه سيرد عليك فيما يأتي من الفصول.

ونقلوا عن رسالة ابن العديم أنه قال: إني اعتبرت من ذم أبي العلاء ومن مدحه، فوجدت كل من ذمه لم يره ولا صحبه، ووجدت كل من لقيه هو المادح له.

وقال ابن الوردي بعد ما أورد مراسلاته مع القاضي أبي الطيب الطبري التي مر ذكرها في أخباره: «وشهادة أبي الطيب في الشيخ مقدمة على شهادة الغير، وحسن الظن خصوصا بالعلماء قد دل عليه القرآن والحديث، وهو لا يأتي إلا بخير. وكان شيخنا عبس حسن العقيدة؛ واعتراف الطبري له ومدحه يكفيه.

شهادة الطبري الحبر كافية

صفحة غير معروفة