آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
رقم الإصدار
التاسعة
سنة النشر
١٤٣١ هـ
مكان النشر
الرياض
تصانيف
فعل ذلك فالنار النار» (١).
وقال ابن مسعود ﵁: «لا تعلّموا العلم لثلاث: لتماروا به السفهاء، وتجادلوا به العلماء، ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم ما عند الله، فإنه يدوم ويبقى، وينفد ما سواه» (٢).
وعن أبي أمامة الباهلي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «ما ضلّ قومٌ بعد هُدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم تلا: ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾» (٣).
وقد ضَمِنَ النبيُّ ﷺ بيتًا في الجنة لمن ترك الجدال بالباطل من أجل الله ﷿ فقال ﵊: «أنا زعيم ببيتٍ في رَبَضِ الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحقًا، وببيتٍ في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خُلُقه» (٤).
الأسباب الباعثة على الجدال بالباطل
لا شك أن الأسباب الباعثة على الجدال بالباطل كثيرة، منها:
١ - الغرور، والكبرياء، والخيلاء
_________
(١) أخرجه ابن ماجه، المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به، برقم ٢٥٤، و٢٥٩، وانظر: صحيح الترغيب والترهيب، ١/ ٤٦ وصحيح ابن ماجه، ١/ ٤٦.
(٢) الدارمي موقوفًا على ابن مسعود ﵁، ١/ ٧٠.
(٣) أخرجه الترمذي، كتاب التفسير، باب ومن سورة الزخرف، برقم ٣٢٥٣، وقال: «هذا حديث حسن صحيح»، وابن ماجه، المقدمة، باب اجتناب البدع والجدل، برقم ٤٨، وأحمد في المسند، ٥/ ٢٥٢، و٢٥٦، وانظر: صحيح الترمذي، ٣/ ١٠٣.
(٤) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب في حسن الخلق، برقم ٤٨٠٠، وانظر: جامع الأصول،
١١/ ٧٥٤، وقال عنه الألباني في صحيح أبي داود، برقم ٤٨٠٠: «حسن».
1 / 67