322

الرد القويم على المجرم الأثيم

الناشر

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣ هـ

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

فجوابه أن يقال هذا خطأ وجهل وقد تقدم التنبيه على ذلك في فصل قبل هذا الفصل بتسعة فصور وبينت هناك أن أبا هريرة ﵁ صحب النبي ﷺ أربع سنين وزيادة أيام فليراجع ما ذكرته هناك (١).
وأما قوله وبقي أن نعرف ما رواه الذين سبقوه بالإِيمان وكانوا أدنى منه إلى رسول الله وأعلم بالدين، إلى آخر كلامه.
فجوابه أن يقال إن أبا هريرة ﵁ قد لزم رسول الله ﷺ منذ قدم عليه في أول سنة سبع من الهجرة، وكان يدور معه حيث دار وكان مع ذلك من أحفظ أصحاب رسول الله ﷺ، وكان يحضر من رسول الله ﷺ ما لا يحضره سائر المهاجرين والأنصار لاشتغال المهاجرين بالتجارة واشتغال الأنصار بحوائطهم، وقد شهد له رسول الله ﷺ بالحرص على العلم والحديث. وقد تقدم ما رواه الحاكم عن أبي سعيد الخدري ﵁ أن رسول الله ﷺ قال «أبو هريرة وعاء العلم».
وتقدم أيضًا ما رواه النسائي بسند جيد عن زيد بن ثابت ﵁ أن أبا هريرة ﵁ سأل الله علما لا ينسى وأن رسول الله ﷺ أمن على دعائه، والتأمين معناه الدعاء بالإِجابة، ودعاء رسول الله ﷺ مستجاب بلا شك. وقد شهد غير واحد من أكابر الصحابة ﵃ لأبي هريرة ﵁ بالحفظ، وقد تقدم ذكر ذلك قبل تسعة فصول فليراجع (٢)، وتقدم أيضًا ما رواه ابن سعد عن أبي هريرة ﵁ أنه قال قدمت ورسول الله ﷺ بخيبر سنة سبع وأقمت معه حتى توفي أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه وأصلي معه وأحج وأغزو معه فكنت والله أعلم الناس بحديثه قد والله سبقني قوم بصحبته والهجرة إليه من قريش والأنصار وكانوا يعرفون لزومي له فيسألوني عن حديثه منهم عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فلا والله ما يخفى علي كل حديث كان بالمدينة، فليراجع هذا وغيره مما تقدم في الفصل الذي أشرت إليه آنفا (٣) ففي ذلك أبلغ رد على المؤلف وأبي رية وغيرهما من الشانئين لأبي هريرة ﵁.

(١) ص: ٢٥٩.
(٢) ص: ٢٦٢.
(٣) ص: ٢٦٥.

1 / 321