جزء من الكلام على حديث شداد بن أوس «إذا كنز الناس الذهب والفضة»

ابن رجب الحنبلي ت. 795 هجري
9

جزء من الكلام على حديث شداد بن أوس «إذا كنز الناس الذهب والفضة»

محقق

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

الناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

تصانيف

لا تجزعن من كل خطب عرى ... ولا تُري الأعداء ما يشمتوا يا قوم بالصبر ينال المنى ... إذا لقيتم فئة فاثبتوا يا قوم الثبات الثبات، والمدوامة المداومة إِلَى الممات. "أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ، وَإِنْ قَلَّ" (١). قال الحسن: إِنَّ الله لم يجعل لعلم المؤمن أجلًا دون الموت، ثم قرأ: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ (٢). وفي "الصحيح" (٣) عن النبي ﷺ قال: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاغْدُوا وَرُوحُوا، وَشَىْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ (٤)، وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا". يا معشر التائبين، صوموا اليوم عن شهوات الهوى، لتدركوا عيد الفطر يوم اللقاء، لا يطولن عليكم الأمد باستبطاء الأجل، فإن معظم نهار الصيام قد ذهب، وعيد اللقاء قد اقترب. وما إلا ساعة ثم تنقضي ... ويذهب هذا كله ويزول ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾ (٥). ﴿مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ﴾ (٦). من سار في طريق العبودية إِلَى لقاء الحبيب، فلا بد من مواصلة السير حتى يصل، فإن وقف في الطريق أو رجع هلك، فإن اشتد عليه ألم السير، فليذكر راحة الوصول وقد زال التعب.

(١) أخرجه أحمد (٦/ ١٦٥)، ومسلم (٧٨٢) من حديث عائشة. (٢) الحجر: ٩٩. (٣) أخرجه البخاري: (٦٤٦٣). (٤) الدُّلجة: سير السحر أو سير الليل كله. "اللسان" مادة: (دلج). (٥) الانشقاق: ٦. (٦) العنكبوت: ٥.

1 / 342