جزء من الكلام على حديث شداد بن أوس «إذا كنز الناس الذهب والفضة»
محقق
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
تصانيف
يا قلب إِلَى ما تطالبني ... بلقاء الأحباب وقد رحلوا
أرسلتك في طلبي لهم ... لتعود فضعت وما حصلوا
سلم واصبر واخضع لهم ... كم مثلك قبلك قد قتلوا
ما أحسن ما علقت به ... آمالك منهم لو فعلوا
العبد يحتاج إِلَى الثبات في طول حياته، وأحوج ما يحتاج إِلَيْهِ عند مماته.
في الطبراني (١): ﷺ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لًا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَقُولُوا: الثَّبَاتَ الثَّبَاتَ، وَلًا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ».
ويحتاج إِلَى الثبات أيضًا بعد الموت، قال الله تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ (٢).
وفي "الصحيح" (٣) أنها نزلت في سؤال القبر يُسأل المؤمن في قبره فيشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.
وفي "سنن أبي داود" (٤) أنه ﷺ كان إذا دفن الميت يقول: "سَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ".
من دخل في الطاعة فهو يحتاج إِلَى الثبات عليها.
يا معشر التائبين، أنتم تقاتلون جنود الهوى بجنود التقوى، فاصبروا وصابروا ورابطوا، لا تقولوا جنود الهوى لا طاقة لنا بها، ولكن اصبروا إِنَّ الله مع الصابرين.
يا جنود العزائم اثبتوا واحذروا هتيكة (٥) الهزيمة ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ﴾ (٦).
_________
(١) في "المعجم الصغير" (٢/ ١٢٥). وقال: لم يروه عن صفوان بن سليم إلا عمر بن محمد.
(٢) إبراهيم: ٢٧.
(٣) أخرجه البخاري (١٣٦٩)، ومسلم (٢٨٧١) من حديث البراء.
(٤) برقم (٣٢٢١).
(٥) الهتيكة: الفضيحة "لسان العرب" مادة: (هتك).
(٦) الأنفال: ٦٥.
1 / 341