58

دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

السعودية

تصانيف

وكان فيهم أيضًا النساك الحنفاء كزيد بن عمرو بن نفيل. قال ابن إسحاق: "وأمّا زيد بن عمرو بن نفيل فاعتزل الأوثان والميتة والدم والذبائح التي تذبح على الأوثان، ونهى عن قتل الموؤدة، وقال: أعبد رب إبراهيم" (^١). ومن السابقين إلى الإسلام من بني عدي نعيم بن عبدالله المعروف بالنَّحَّام (^٢). ومما تقدم يتبين أن بني عدي كانوا من أشراف قريش ومن أهل الحل والعقد في المجتمع المكي، وكان فيهم أهل العلم بالنسب والشعر، وكان فيهم الحنفاء، وأهل العقل والحكمة الذين تركوا ونبذوا ما كانت عليه قريش من عبادة الأوثان. يقول الدكتور حسين مؤنس ﵀ وهو يبيّن مكانه عشيرة عمر ﵁، وذلك عند كلامه على الهجرة إلى الحبشة:

(^١) المصدر السابق ١/ ٢٨٦، ٢٨٧. (^٢) نُعَيم بن عبدالله بن أسيد من بني عويج بن عدي، كان إسلامه قبل عمر ولكنه لم يهاجر إلا قبيل الفتح، وذلك لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم. ابن هشام/ السيرة النبوية ١/ ٣٢١، ٣٢٢، ابن حجر/ الإصابة ٣/ ٥٦٧. وروي بسند ضعيف أنّه سمي بالنَّحَّام لأن النبيّ ﷺ قال: "سمعت نحمه في الجنة". انظر تخريج الحديث في حاشية سيرة ابن هشام ١/ ٣٢١، ٣٢٢.

1 / 65