ملأ زربة خزان المياه ظهرا من مياه المشروع ثم جلس فوق سطح الخزان لسماع الأخبار من الراديو. حضر سالم الحطاب وسعد الوطواط وجلسوا يتحدثون عن هروب عبد ربه إلى عدن من مقر إقامته الجبرية في صنعاء. قال الوطواط: يا جماعة، كيف يقدر رئيس دولة يهرب من بيته وهو محاصر؟
قال الحطاب: أقول لك رحموه وإلا كانوا شيقتلوه، لا معه قبيلة ولا شيء يحميه، والجيش لا يزال بيد علي صالح. - يستحق يا رجال.
34
هو سمح لهم بدخول صنعاء. - ليش ما قبلوا استقالته؟ وكيف وصل عدن والنقاط العسكرية في كل مكان؟!
عاد زربة إلى داره وهو ينظر إلى السحب وقد تراكمت في السماء فتفاءل بالمطر، وفي الساعة الرابعة مساء هطل مطر خفيف لكنه يكفي بأن يرد الحياة إلى الزرع الظامئ. في المساء ذهب إلى لقاء حميمي مع صفية بعد أن تمنعت لعدم رغبتها في الفراش، هو أيضا وجد نفسه غير راغب في ذلك. ضحك حين قالت صفية: لمو
35
تغصبه؟ قده ما يشتيش.
36 - تذكري يا صفية لما كنا شباب، كنت أعمل خمس مرات في اليوم.
أكمل رغبته بصعوبة دون أن يشعر بنشوة حقيقية. في اليوم التالي كان زربة يجلس فوق سطح داره بعد العصر يستمع إلى الراديو، فتفاجأ بتصريح عبد ربه بتراجعه عن استقالته. هتف ينادي الحطاب: وا سالم، عبده رجع رئيس. - مو؟
37
نامعلوم صفحہ