5
وصلا الحديدة ظهرا، ووضع السائق سيارته أمام مخزن أحد التجار، ثم ذهبا يتناولان الغداء، سمكة وزنها ثلاثة كيلو مع الخبز الرشوش والسحاوق المكون من الجبن والطماطم. أخذ السائق القات الشامي معه وتوجها إلى الساحل، وهما في طريقهما قال لزربة: اليوم شيخليك
23
هذا القات تطير فوق البحر.
ذهب السائق للسباحة وجلس زربة يمضغ القات على الشاطئ، ويشاهد النساء وهن يسبحن بثيابهن، يضحك حين يقلبهن الموج على ظهورهن. كان يغض بصره أحيانا وهو يشاهد ثيابهن تلتصق بأجسادهن. كان هناك رجل يعلم امرأة سمينة السباحة وهي تطفو على ظهرها . بقيت تطفو مطمئنة وابتعد الرجل عنها، لما عرفت أنه لم يعد بجانبها أخذت تتخبط مثل سمكة خارج الماء وتسعل بشدة، كشف الموج جسدها الناصع البياض، وشعرها الناعم الطويل يطفو على الماء. شد ذلك المنظر زربة فرأى نفسه يقفز إلى البحر ويسير فوق الماء وانتشلها بين يديه. نظر يمنة ويسرة، فلم ير بشرا. وهو واقف فوق الماء يحدق في جمال المرأة فرأى نفسه يغرق معها في البحر، وهي بين يديه، ثم تحول الاثنان فجأة إلى سمكتين وراح يحضنها بزعانفه ويقبلها، وكانت الأسماك تطوف حولهما. سمع سمكة كبيرة كانت تنظر إليهما: أيهما أفضل البحر أم اليابسة؟ فصحا من خياله، وشاهد الرجل يسحب المرأة إلى الشاطئ، وراحت هي تصلح غطاء رأسها وتلملم شعرها. تحسس زربة سرواله الداخلي فوجده مبللا بماء اللذة.
خرج السائق عبد الملك من البحر، اتجه مستعجلا بعد صلاة العصر إلى السيارة، وتحركا بالبضاعة نحو تعز. جهز السائق مبلغا من المال في جيبه. وقف عند أول نقطة تفتيش فدس في جيب أحدهم مبلغا قليلا من المال، وهو يقول لزربة إنها إكرامية لا غير. كان زربة يعد نقاط التفتيش عبر الطريق فوجدها عشرين نقطة إلى أن وصلا مدينة تعز، ولكل نقطة كان لها نصيبها من المال. وصلا الساعة السابعة مساء إلى مخازن التاجر عبده المقش. أشاد السائق بزربة عند التاجر، فحصل زربة على إكرامية، وكان أول مرة يحصل على اكرامية كبيرة دون أن يقدم شيئا، وذهب يشتري حزمتي قات صعفاني لسمرة المساء، ثم مضى إلى بيت عمه في المسبح ثابت عمر وأصلح ما بينهما من خلاف على التركة. مضى عنده ثلاثة أيام كان يشتري أفضل أنواع القات.
6
بحث السائق عبد الملك عن زربة، فوجده صباح اليوم الثالث وقال: مبروك وضفتك عند المقش معاون معي، قاتك، طعامك، وإكرامية آخر الأسبوع. اليوم شنسافر مدينة المخا لنقل بضاعة. اشتري لك قات، بعد ساعة سننطلق.
تحركا بشاحنة كبيرة، يسمونها المجنونة، وصلا المخا باكرا وتوقفا أمام أحد المخازن، في شارع ... أتى العمال لتحميل الشاحنة بالبضاعة وكانت مجموعة من الكلاب البائسة تحوم حول المكان، عيونها حمر، وعليها رمال كثيرة. اهتز أحدهم بالقرب من زربة فنفض الرمل من جسمه. استغرب زربة من تحمل الكلاب للبيئة القاسية. قال للكلاب: مو جلسكم هنا،
24
نامعلوم صفحہ