م كنه الله إنسان
أتنكره؟ وأنت علي
ه - لو تعلم - برهان
ويخاطب ربه قائلا:
خشيتك حتى قيل لي: إني لم أثق
بأنك تعفو عن كثير وترحم
وأملت حتى قيل لي: ليس بخائف
من الله أن تشوي الوجوه جهنم
كان إسماعيل صبري رقيقا في حياته، تبدو رقته في معاملته للناس؛ فهو لا ينفر منهم ولا يجري وراءهم، وإذا عثر على صديق تعلق به في رقة، وإذا تصدى له عدو حاربه في رقة أيضا.
لم يكن أحد يعرف عن أبيه شيئا، وكان الناس في أيامه يفخرون بآبائهم، وقد نشأ يتيما، لم ير أباه؛ فلم يذكره، ولعله كان واحدا من الفقراء البسطاء الكادحين، والفقر والبساطة والكدح كانت في تلك الأيام مثار السخرية، وأحس إسماعيل صبري أنه بلا أسرة، فجعل الإنسانية أسرته يتجه إليها في تصرفاته، وينفعل بآلامها وأحلامها، وأحاط نفسه بسياج من دماثة الخلق والتشبث بالكرامة، والتجاوب مع بلاده في عواطفها وإرادتها وأمانيها، فلم يستطع أحد أن يتسلق هذا السياج وينال من كرامة إسماعيل صبري، أو يعيره بأنه ليس له نسب وحسب، ولقد أشار الشاعر الخالد أحمد شوقي إلى ذلك في قصيدته التي رثى بها صبري فقال:
نامعلوم صفحہ