============================================================
مرداويج هذا . ووقف مرداويج في البداية إلى جانب أبي حاتم، لكنه سرعان ما اتخذ موقفا معاديا للإسماعيليين فيما بعد في المناطق الخاضعة لسيطرته، ربما بسبب فشل نبوءة لأبي حاتم بخصوص تحديد تاريخ لظهور المهدي. وقد أجبر أبو حاتم، الذي كان قد عاد في غضون ذلك إلى الري، على الفرار بالنتيجة إلىا اذربيجان حيث طلب اللجوء إلى حاكم محلي يدعى مفلح"(1) .
تعطي المراجعة النقدية للخلفية الاجتماعية لهذه الأحداث معنى آخر يختلف ماما عن المعنى الذي أضفي عليها من لدن خصوم الإسماعيلية والإسماعيليين على السواء. وأفضل هنا أن أعود إلى النبذة المفصلة التي كتبها المسعودي عن هذه الأحداث، وقد عرفها عن كثب، لأنه كان في فارس والأهواز كما يقول.ا وهو يروي أن المناطق الجبلية الوعرة في طبرستان والديلم لم تدخل في الإسلام الا بتأثير الداعي الأطروش سنة 301. أما قبل ذلك فكانوا "جاهلية ومنهم مجوس" . ولعل الغالبية العظمى من سكان هذه المناطق الجبلية كانوا من المزدكية، لأن رسالة الخليفة إلى الأمير نصر بن أحمد الساماني تصفهم بأنهم من المبيضة"، وهي التسمية التي كانت تطلق على المزدكية حينئذ. لكن نفوذ الأطروش لم يدم طويلا، إذ استولى عليها الداعي الزيدي الحسن بن القاسم بمعونة قائد ديلمي اسمه ماكان بن كاكي. فكتب الخليفة العباسي المقتدر إلى أمير خراسان نصر بن أحمد قائلا: "إني ضمنتك المال والدم، فأهملت أمر الرعية وأضعفتها، وأهملت البلد حتى دخلته المبيضة" . فأوعز نصر بن أحمد الساماني بارسال واحد من كبار قادته بصحبة جيش كبير لمحاربة الداعي الزيدي وماكان .
وهذا القائد هو أسفار بن شيرويه، الذي انتصر على الاثنين انتصارا ساحقا واستولى على طبرستان والري وقزوين وزنجان(2) .
(1) فرهاد دفتري : الإسماعيليون، تاريخهم وعقائدهم ص 204، الترجمة العربية، وانظر أصل الكتاب الإنكليزي: 92 921, 261508d9 2642 184d2r 4dd 024068, 2. 112 وانظر في هذه المعلومات نفسها مادة (أبي حاتم الرازي) بقلم مادلونغ في دائرة المعارف الاسلامية، الطبعة الثانية، 125/1.
(2) المسعودي : مروج الذهب 67/4.
صفحہ 24