ويلاحظ أَن كثيرا مِنْهُم يفضلون الْوَلِيّ - فِي زعمهم - إِمَّا مُطلقًا، وَإِمَّا من بعض الْوُجُوه، على النَّبِي، زاعمين أَن فِي قصَّة الْخضر مَعَ مُوسَى ﵇ الْوَارِدَة فِي سُورَة الْكَهْف، حجَّة لَهُم.
وَمِمَّنْ يفضل بعض الْأَوْلِيَاء، أَمْثَال الْخضر ﵇، على الْأَنْبِيَاء: الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي كتاب ختم الْأَوْلِيَاء.
قَالَ: " يكون فِي آخر الْأَوْلِيَاء، من هُوَ أفضل من الصَّحَابَة، " وَرُبمَا لوح بِشَيْء من ذكرالأنبياء، فَقَامَ عَلَيْهِ الْمُسلمُونَ، وأنكروا ذَلِك عَلَيْهِ، ونفوه من الْبَلَد بِسَبَب ذَلِك:
وَمِنْهُم: سعد الدّين بن حمويه
وَابْن عَرَبِيّ صَاحب الفصوص والفتوحات المكية الْقَائِل:
(مقَام النُّبُوَّة فِي برزخ ... فويق الرَّسُول وَدون الْوَلِيّ)
الرَّد على تَفْضِيل الْولَايَة على النُّبُوَّة والرسالة: وَقد رد شيخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِية ﵀ على خزعبلات الصُّوفِيَّة فِي تَفْضِيل الْوَلِيّ على النَّبِي، ردا جميلا، وحلل النواحي الْمُتَعَلّقَة بذلك تحليلا دَقِيقًا حَيْثُ قَالَ: " قد أجمع الْمُسلمُونَ على أَن مُوسَى أفضل من الْخضر. فَمن قَالَ: إِن الْخضر أفضل، فقد كفر، وَسَوَاء قيل: إِن الْخضر نَبِي أَو ولي. وَالْجُمْهُور على أَنه لَيْسَ بِنَبِي.
بل أَنْبيَاء بني إِسْرَائِيل الَّذين اتبعُوا التَّوْرَاة، وَذكرهمْ الله تَعَالَى كداود وَسليمَان أفضل من الْخضر.
بل، على قَول الْجُمْهُور: إِنَّه لَيْسَ بِنَبِي، فَأَبُو بكر وَعمر ﵄ أفضل مِنْهُ.
1 / 25