ما هذا يا بروتاس؟
كاسياس :
معذرة قيصر، يا قيصر عفوا ومعذرة، إن كاسياس ليخر راكعا بين قدميك، يبتهل إليك أن تطلق سراح بابلياس سمبار.
قيصر :
لقد كنت أتأثر وأتحرك لو كنت مثلكم. ولو كنت أطيق أن أستعطف الناس بالملق وأستلينهم بالرجاء والتضرع، لكنت خليقا أن أستعطف وأستلان بمثل ذلك، ولكني ثبت المقام كالكوكب الشمالي الذي ليس له بين أجرام الفلك ند ولا ضريب رسوا أو رسوخا. إن أديم السماء لموشى بما لا يعد ولا يحصى من الجذوات، وكلها من نار مؤججة، وكلها مؤتلق مشرق، ولكن الثابت مكانه من بينها جميعا فرد أحد. وهكذا الدنيا بالرجال مملوءة، والرجال من دم ولحم وإدراك وحس، ولكني لا أعرف من بينهم جميعا سوى فرد واحد قد عز شرفا، وتعالى رفعة، وتأبي حصانة ومنعة، واستقر مكانه لا ينحى ولا يزحزح، متواقرا رزينا لا يحرك ولا يزعزع؛ وذلك الفرد الأحد هو أنا بالذات، فدعوني أبدي طرفا من شيمتي هذه بما قد عزمت عليه في هذه القضية، وهو أني أوجبت نفي سمبار في ثبات وإصرار، وقضيت بدوام منفاه في ثبات وإصرار.
سينا :
حنانيك يا قيصر!
قيصر :
إليك عني، أتحاول انتزاع أوليمب من مرساه ورفعه من مستقره؟!
ديسياس :
نامعلوم صفحہ