أشخاص الرواية
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
نبذة طريفة تتضمن وصفا دقيقا وشرحا تحليليا عن أهم أشخاص الرواية
أشخاص الرواية
الفصل الأول
الفصل الثاني
نامعلوم صفحہ
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
نبذة طريفة تتضمن وصفا دقيقا وشرحا تحليليا عن أهم أشخاص الرواية
يوليوس قيصر
يوليوس قيصر
تأليف
ويليام شكسبير
ترجمة
محمد السباعي
نامعلوم صفحہ
أشخاص الرواية
يوليوس قيصر، أوكتافيوس قيصر، مارك أنطانيوس، إيملياس ليبداس:
الحكام الثلاثة بعد مقتل يوليوس قيصر.
شيشيرون، بوبليوس، بوبلياس لينا:
من أعضاء مجلس الشيوخ.
مارك بروتاس، كاسياس، كاسكا، تريبونياس، ليجارياس، ديسياس بروتاس، ميتيلياس سمبار، سينا:
متآمرون ضد يوليوس قيصر.
فلافياس وماريوس.
أرتيميدوراس:
مدرس بلاغة.
نامعلوم صفحہ
عراف.
سينا:
شاعر، شاعر آخر.
لوسيلياس، تيتينياس، ميسالا، كاتو الصغير، فوليو ميناس:
أصدقاء بروتاس وكاسياس.
فيرو، كليتاس، كلودياس، ستراتو، لوسياس، داردانياس:
خدام بروتاس.
بنداراس:
خادم كاسياس.
كالبورنيا:
نامعلوم صفحہ
زوجة قيصر.
بورشيا:
زوجة بروتاس.
المشهد: روما، ضاحية سارويس وضاحية فيليبي.
الفصل الأول
المشهد الأول (روما: شارع دمارولاس) (يدخل فلافياس ورهط من العامة.)
فلافياس :
اذهبوا إلى بيوتكم أيها الكسالى!
أهذا يوم بطالة؟! ألا تعلمون أنه لكونكم من طائفة العمال يجب عليكم أن لا تسيروا في يوم عمل خالين من شعار مهنتكم؟ تكلم! ما صناعتك؟
الرجل الأول :
نامعلوم صفحہ
نجار يا مولاي.
مارولاس :
أين مبذلتك الأدمية
1
ومسطرتك؟ ماذا تبغي بارتداء أحسن ثيابك؟ وأنت يا هذا، ما حرفتك؟
الرجل الثاني :
حقا يا مولاي إني بالقياس إلى مهرة الصناع وحذاقهم أخرق الكف عاجز (مرقع) .
مارولاس :
ولكن ما حرفتك؟ أجبني بصراحة.
الرجل الثاني :
نامعلوم صفحہ
حرفة أحسب أني أستطيع أداءها وأنا مستريح الضمير، بريء الذمة، وهي يا مولاي إصلاح النعال الفاسدة.
2
مارولاس :
ما حرفتك أيها الوغد؟ ما صناعتك أيها النكس الخسيس؟
الرجل الثاني :
ناشدتك الله يا مولاي لا تتمزق علي غضبا، ولئن تمزقت غضبا لأصلحنك.
مارولاس :
ماذا تعني بذلك؟ أنت تصلحني يا وقح!
الرجل الثاني :
أجل يا مولاي، أرقعك.
نامعلوم صفحہ
مارولاس :
أنت إسكاف إذن؟
الرجل الثاني :
هذه هي الحقيقة يا مولاي، فكل ما أعيش به هو مخصفي.
3
أنا لا أعنى بشأن رجل ولا امرأة، ولكن بالمخصف. وإني في الواقع طبيب النعال القديمة، فإذا أشرفت على الخطر الجسيم، فإني أظاهرها، وما زال الرجل المتجمل المحتذي أجود الأدم يلبس من صنع يدي.
فلافياس :
ولم لم تلزم حانوتك اليوم؟
لماذا تطوف بأولئك الرجال في الطرقات؟
الرجل الثاني :
نامعلوم صفحہ
لأبلي نعالهم فأستفيد من وراء ذلك. ولكن الواقع يا مولاي أننا تعطلنا اليوم لنرى قيصر، ونقضي اليوم ابتهاجا بانتصاره.
مارولاس :
فيم الابتهاج؟ وأي فتح أفاءه قيصر على بلاده؟ وأي أسرى وسبايا وأي غنائم وأسلاب عاد بها إلى روما تتحلى بحلقات أصفادها عجلات مركبته؟
أيها الخشب المسندة والجمادات العديمة الحس والإدراك، يا أهل روما، يا قساة القلوب، ويا غلاظ الأكباد، أنسيتم «بومبي»؟ أنسيتم إذ كنتم تتسلقون الأسوار والمعاقل والأبراج والنوافذ ورءوس المداخن، تحملون أطفالكم بين ذراعكم، وهنالكم تلبثون اليوم الطويل ترتقبون بفارغ الصبر مقدم «بومبي» العظيم لتروه مارا في طرقات روما، فإذا ما لاحت لكم مركبته أرسلتم ضجة عامة ارتج التيبر تحت ضفتيه، وخفق فؤاده بين دفتيه؛ لهول دويها الطنان في حنايا سواحله الجوفاء، أفبعد كل هذا ترتدون اليوم أبهى ثيابكم، وتقتطفون من بين أشواك العمل زهرة يوم رفاهة وبطالة؟! أتنثرون اليوم الرياحين في طريق الذي قد جاءكم منتصرا على أولاد «بومبي» وأفلاذ كبده، اذهبوا إلى بيوتكم، فخروا سجدا وابتهلوا إلى الآلهة أن يرجئوا من النقمة والعذاب ما لا بد أن يحل بكم جزاء هذا الجحود والكفران.
فلافياس :
اذهبوا أيها المواطنون واستغفروا لذنبكم هذا، فاجمعوا المساكين من أهل طبقتكم وامضوا بهم إلى ضفاف التيبر، فاسفحوا به مدامعكم حتى تفعم بها أضحاله
4
وأوشاله
5
فتفهق بزواخرها حفافيه ويعب بها عبابه (تخرج العامة) .
نامعلوم صفحہ
ترى قد رقت لهذا الكلام طباعهم الجامدة، ورفت له نفوسهم الراكدة، لقد انقشعوا مغلولي الألسن في سلاسل جريمتهم، انحدر أنت في هذا الطريق إلى «الكابيتول»، فإني سالك ذلك المنهج، جرد التماثيل إن وجدتها مزدانة بالحلي.
مارولاس :
ألنا أن نفعل ذلك؟ أنت تعلم أنه عيد لوبركال.
فلافياس :
لا بأس من ذلك، لا تدع أي هذه التماثيل يتوج بالأكاليل الدالة على انتصارات قيصر، سأجول هنا وهنالك لأطرد الغوغاء من الشوارع، وكذلك فلتفعلن حيث تراهم يحتشدون، هذه الصدمة ستهيض من جناح قيصر، فتهبط به إلى مستواه، وتقف به عند حده، ولولاها سما صعدا حتى غاب عن أبصار العالم وأذاقنا جميعا لباس الذل والرهبة.
المشهد الثاني
المنظر الأول (مكان عمومي) (الموسيقي: يدخل قيصر وأنطانيوس للسباق: كالبورنيا، بورشيا، ديسياس، شيشرون، بروتاس، كاسياس، كاسكا، يتبعهم جمع كثير بينهم عراف.)
قيصر :
كالبورنيا.
كاسكا :
نامعلوم صفحہ
صه! قيصر يتكلم. (تسكت الموسيقى.)
قيصر :
كالبورنيا.
كالبورنيا :
ها أنا ذا مولاي.
قيصر :
قفي في طريق أنطانيوس حينما يجري شأوه، أنطانيوس!
أنطانيوس :
مولاي قيصر!
قيصر :
نامعلوم صفحہ
لا تنس أثناء شدك أن تلمس كالبورنيا، فلقد قال أشياخنا: إن العاقر إذا لمست أثناء هذا السباق المقدس سقطت عنها آفة العقم.
أنطانيوس :
سأذكر ذلك، متى قال قيصر: «افعل ذلك»، فكأنما قد فعل.
قيصر :
امض قدما. (الموسيقى)
العراف :
قيصر!
قيصر :
من ذا ينادي؟
كاسكا :
نامعلوم صفحہ
ليخفت كل صوت، عاودوا الصمت والسكينة!
قيصر :
من ذا يناديني من بين هذا الزحام؟ إني أسمع لسانا أعلى ضجة من رنة الموسيقى، يصيح: «قيصر»، تكلم إن قيصر ملتفت فمنصت.
العراف :
احذر منتصف مارس!
قيصر :
أي رجل هذا؟
بروتاس :
عراف يحذرك منتصف مارس.
قيصر :
نامعلوم صفحہ
أحضره بين يدي، أرني وجهه.
كاسكا :
أيها الرجل! اخرج من غمار القوم ثم واجه قيصر.
قيصر :
ماذا قلت لي آنفا؟ أعد قولك.
العراف :
احذر منتصف مارس.
قيصر :
أحلام حالم، امضوا بنا عنه. (أصوات أبواق، يخرجون جميعا ما عدا بروتاس وكاسياس.)
كاسياس :
نامعلوم صفحہ
أتذهب لرؤية السباق؟
بروتاس :
ما كان مثلي ليذهب.
كاسياس :
أرجوك أن تذهب.
بروتاس :
لست إلى الألعاب ميالا، إني ليعوزني بعض تلك الميعة والمرح الذي تفيض به نفس أنطانيوس، ولن أكون عقبة في سبيل رغباتك، لذلك أدعك الآن.
كاسياس :
أي بروتاس، إني أتأملك اليوم كثيرا، فأراك قد تنكرت، وأراني فقدت منك ذلك العطف والتودد، ومن عينيك تلك اللحظات اللينة الرفيقة، والنظرات الغضة الرقيقة؛ دليل الحب وعنوان الحنان. ولقد أصبحت اليوم تشتد على أخيك المحب الودود، وتقسو عليه قسوة عنيفة منكرة.
بروتاس :
نامعلوم صفحہ
لا تخطئ يا كاسياس.
ولتعلمن أنه إن كانت حالتي تغيرت وتنكرت بشاشتي، فعلى نفسي لا سواي ذلك التنكر، لقد تكدر صفوي آنفا، وأصابتني لواعج هم شتى وهواجس أفكار لا تخص غيري، ولعل هذه قد غيرت قليلا من مظاهري نحو الخلان، ولكن إخواني - وأنت أحدهم - لا يجدر بهم أن يتأذوا من ذلك، ولا أن يؤولوا تفريطي في واجباتهم بأكثر من أن بروتاس التعس لاستيائه من حالته، وثورانه ضد نفسه، قد أهمل أن يتحلى لإخوانه باللائق من مظاهر الحب والمودة.
كاسياس :
أراني إذن أسأت فهم شعورك الحقيقي يا بروتاس، ومن ثم ما جال في ضميري من تلك الفكر الخطيرة الجديرة بالتأمل والتدبر، خبرني يا بروتاس ألا تستطيع رؤية وجهك؟
بروتاس :
كلا يا كاسياس؛ لأن العين لا ترى نفسها إلا بانعكاس صورتها، أي بواسطة وسائل أخرى.
كاسياس :
هذا هو الواقع، ومن أكبر دواعي الأسف يا بروتاس أنك لا تملك المرآة التي تستطيع أن تعرض على عينك فضائلك المكنونة كيما ترى خيال نفسك. لقد بلغني أن كثيرا من وجوه روما وأعيانها «خلاف قيصر الخالد» كلما ذكروا بروتاس، وأخذوا يتوجعون من مظالم هذا العصر ودوا لو أن الهمام بروتاس أتيح له أن يفقه حقيقة نفسه، ويدرك ما له من جليل الفضائل والمناقب.
بروتاس :
إلى أي أخطار تريد أن تسوقني يا بروتاس بحملك إياي على أن أبتغي عند نفسي ما ليس فيها؟
نامعلوم صفحہ
كاسياس :
إذن فاسمع مني يا بروتاس! أما وقد علمت أنك لا تستطيع أن تعرف من صورة نفسك إلا ما ينعكس منها على نحو ما تنعكس الشخوص والأشباح؛ فسأكون لك كالمرآة أريك بمزيد الخشوع والتواضع من شئون نفسك ما لم تعرفه حتى الآن، ثم لا يخالجنك في أدنى ارتياب يا بروتاس، فلو كنت ماجنا هزالا أو كنت مبتذلا لمودتي مرتخصا لها أكيلها جزافا مزجاة بأغلظ الأيمان لكل متظاهر بالإخاء مدع للصداقة، أو كنت ممن يتملقون الرجال ويعانقونهم ثم يوسعونهم بعد ذلك سبابا، أو كنت ممن يتزلفون إلى الناس في المآدب ويجاهرون بالمحبة والوداد لكل عربيد صخاب من الطغام والدهماء - إذن لحق لك أن ترهب جانبي وتعدني خطيرا مخوفا. (موسيقي - ضجيج)
بروتاس :
ما معنى هذا الصياح؟
أخشى أن يكون الناس قد هموا أن يختاروا قيصر ملكا عليهم.
كاسياس :
أوتخشى ذلك؟ إذن فلي أن أعتقد أنك لا تود حصوله.
بروتاس :
كلا يا كاسياس لا أود حصوله، على أني أحبه حبا جما.
ولكن فيم تحجزني ها هنا هذه المدة المديدة؟ ماذا تريد أن تفضي به إلي؟ إذا كان من أجل الصالح العام، فاجعل الشرف في كفة والموت في كفة يتعادلا عندي ويتكافأا.
نامعلوم صفحہ
كاسكا :
إني لأعرف من طيب مخبرك مثلما أعرف من حسن منظرك، وألمح من صفاء سريرتك، ما ألمح من ضياء أسرتك.
6
اعلم أن الشرف ديدانك ومذهبك، والشرف هو مغزى قصتي ومرمى حديثي الذي أفضي به إليك، لست أدري ما رأيك أنت وغيرك في هذه الحياة، أما أنا فالموت عندي أروح من الحياة أقضيها على مضض الخوف من مخلوق مثلي، لقد ولدت حرا مثل قيصر، وولدت أنت كذلك، وغذينا بمثل ما غذي مراءة وطيبا، ولنا مثل طاقته على احتمال القر ونفحاته، ولقد أذكر أنه في يوم ريح صرصر عاتية، وقد تمرد «التيبر» وثار يلاطم جنبيه، ويقذف بجرجرة الآذي عبريه،
7
قال لي قيصر: «أتجرأ الآن يا كاسياس أن تثب معي في هذه اللجة الجامحة، والموجة الطامحة، ثم تسبح إلى ذلك الموضع من الساحل؟ فما هو إلا أن فاه بهذا حتى اندفعت وسألته أن يتبعني، ففعل ولليم أيما ضجيج وعجيج، وطفقنا نجالد الغمار بسواعد مفتولة، وأعضاد مدمجة مجدولة، نمزق جحافل التيار، ونقذف بكتائب الموج ذات اليمين وذات اليسار، نصدها بجنان يحن إلى الكفاح، ويخف إلى الجلاد ويراح.
8
ولكن شاءت الأقدار أنه قبل بلوغنا المكان المعين صاح بي قيصر: «أغثني كاسياس وإلا غرقت»، فما كان إينياس جدنا الأعظم يوم ارتث من كبة النيران أنكيسيس الهرم، فاحتمله على عاتقه بأسرع مني غياثا؛ إذ دلفت إلى قيصر فاختطفته من غاشيات اليم. ولقد أصبح هذا الرجل إلها معبودا، وكاسياس إن هو إلا مخلوق ذليل حتم عليه أن ينحني إجلالا لأدنى تسليمة من قيصر، لقد شهدت قيصر في إسبانيا وقد أصابته الحمى، فلما كان في بعض نوباتها رأيته يجف
9
ويرجف، أجل لقد كان ذلك الإله يجف ويرجف، ورأيت شفتيه كشفتي الجبان قد نصلتا من صبغتهما، وعينه التي تروع العالم لمحاتها قد طفئ رونقها وغاض ضياؤها، ولقد سمعته يئن أنينا، ولسانه ذاك الذي أمر الرومان أن يسموا إليه بأبصارهم ويدونوا بسجلاتهم خطبه لقد صاح - وا أسفاه: «اسقني جرعة ياتيتنياس»، كما لو كان صبية عليلة! يا للآلهة، إني لأعجب لهذا الرجل الواهن القوى، كيف أتيح له أن يسبق إلى ذرا السؤدد والعلاء هذا العالم العظيم ويحرز قصب السبق وحده؟! (موسيقى وهتاف)
نامعلوم صفحہ
بروتاس :
صيحة عامة أخرى!
أظن هذا الهتاف لآيات تكريم جديدة تزف إلى قيصر.
كاسياس :
لا جرم، إنه ليذرع رقعة الأرض الضيقة بفسيح خطواته كأنه المارد، ونحن الأقزام الضئال نسعى تحت رجليه العظيمتين ونتلفت حوالينا، نبتغي لأنفسنا قبورا مهينة، إن الرجال ليكونون أحيانا ملاك حظوظهم يكيفونها كما يشتهون، ومسيطرين على الأقدار، قابضين على أزمتها، يصرفونها كما شاءوا. أي عزيزي بروتاس، لا ملام على نجومنا ولا جناح، إنما علينا اللوم والتثريب؛ إذ كنا عبيدا أذلاء.
بروتاس وقيصر، أي شيء في هذا الاسم «قيصر»؟ ولماذا يظل أذيع على الألسن وأكثر ترددا من اسمك؟!
اكتبهما معا تجد اسمك مضاهيا اسمه ملاحة وحسنا، وانطق بهما تجد لاسمك مثلما لاسمه من عذوبة في الفم وحلاوة على اللسان، زنهما في كفتين يتعادلا، استحضر بهما الجن يتكافأا أثرا ومفعولا، فبأسماء الآلهة جميعا، أي شيء يغذي قيصرنا هذا حتى بلغ من العظمة هذا المبلغ؟! أيهذا الجيل لقد جللت خزيا وعارا!
روما! لقد فقدت سلالة الأمجاد أولى الأحساب الوضاءة والأنساب الوضاحة، أي جيل جاء بعد الطوفان لم يحل جيده بأكثر من واحد من النوابغ؟! وفي أي آونة من الدهر قبل الساعة استطاع المتحدثون عن روما أن يقولوا: إنها لم تضم بين أكنافها الفيحاء إلا رجلا واحدا؟ فلتفخر
10
الآن روما وليهنها أنها لا تحرز بين أرجائها الرحاب إلا رجلا واحدا! لقد سمعنا آباءنا يقولون: إنه كان مرة في روما رجل يدعى بروتاس، كان يحتفظ بكرامته وعزته كما لو كان ملكا مهيبا، ولو ألجأه ذلك إلى مطاوعة الشيطان اللعين.
نامعلوم صفحہ
بروتاس :
لا شك عندي في حبك وولائك.
ولكني أفطن لما تريد أن تصل بي إليه، وسأحدثك فيما بعد بما خالج نفسي عن هذا الأمر وهذه الأوقات، أما الآن فأسألك بما بيننا من أواصر المودة أن تكف عن إثارة مكامن أشجاني، وحسبك أني سأجعل مقالتك موضع تأملي وتفكيري، وما سوف تنبئنيه أتلقه منك بصبر وأناة، وأجعل من بين أوقاتي مجالا أسمع فيه منك تلك المسائل الخطيرة وأجيبك عليها، أما قبل ذلك فقمين بك أن تطيل الفكرة في هذا المعنى؛ وهو أن بروتاس يؤثر أن يكون قرويا من السوقة عن أن يعد نفسه من أبناء روما، ثم يحتمل من المكاره ما يتوقع أن يصيبه من مساوئ هذا العصر.
كاسياس :
يسرني أن أرى كلماتي الضعيفة قد اقتدحت من لهيب الحمية ما لاح لي منك الآن.
بروتاس :
لقد انتهت الألعاب وعاد قيصر.
كاسياس :
إذا رأيتهم مارين، فاجذب بكم كاسكا يحدثك بلهجته التهكمية عما يستحق الذكر من حوادث هذا اليوم (يدخل قيصر وحاشيته) .
سأفعل، ولكن تأمل يا كاسياس، كيف يتوقد الغضب على جبين قيصر؟ وعلى الحاشية أمارات الاستخذاء والخنوع وبوجنة كالبورنيا اصفرار، وشيشرون ينظر بعيني ابن عرس محتدمتين كما أبصرناه مرة بالكابتيول حينما انبرى له بالمعارضة بعض الشيوخ في حومة الجدال.
نامعلوم صفحہ