إلى حجرة خالية فوقفنا ووجهانا إلى الحائط. همست لزميلي متسائلا: حنعمل إيه يا
سعد ؟
رد علي بأنه سيقول إن شرفه العسكري يمنعه من تنفيذ هذا المطلب.
كان صيدليا وضابطا سابقا بالجيش. وكنت محروما من هذا الشرف.
عقبت: طب وأنا أقول إيه؟
لا أذكر أني مررت في حياتي كلها بلحظة شعرت فيها بالوحدة التامة كما كان شأني آنذاك. وشل الرعب تفكيري وإرادتي وصرت مثل «الروبوت»، المستعد لتنفيذ كل ما يطلب منه.
أمرنا الصول بعد قليل أن نتحرك وعاد بنا إلى العنبر. وعندما اقتربنا منه رأيت عدة أشخاص في ملابس مدنية يغادرونه. وعرفت عندما دخلنا أنهم من كبار موظفي الداخلية، وأن أحدهم دمعت عيناه عندما رأى آثار التعذيب على الظهور.
وبعد قليل جاء
يونس مرعي
وأخذ أربعتنا إلى الغرفة الخالية مرة أخرى.
نامعلوم صفحہ