من العام التالي نقلنا إلى سجن
الإسكندرية
للمثول أمام محكمة عسكرية بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم. وقبل المحاكمة بأسبوع نشبت مشادة بين أحد ضباط السجن وزميل من
الإسكندرية -
حمدي مرسي - يهوى الملاكمة ويتميز بسرعة الانفعال. وجه الضابط السباب إلى الزميل فرد عليه باللكمات. أمر الضابط بإغلاق الزنازين، وتجمع الحراس على الفور وأمرونا بالخروج عرايا، حيث انهالوا علينا بالضرب، وتم تجريد الزنازين من محتوياتها من الملابس والأطعمة. وعندما أعادونا إليها وجدت نفسي في زنزانة مع
أحمد القصير
و
جمال غالي . وتعرف الأخير على موسيقى
بيزيه
التي كان الراديو يذيعها. وفتح الباب مرة أخرى ودخل حارس متجهم سكب فوق أجسادنا العارية جردل البراز والبول. تمخض عن ذلك تأجيل المحاكمة أسبوعا، وتحقق الهدف من المؤامرة الصغيرة - والتي ثارت شكوك في أنها كانت تمثيلية مدبرة - وهو الحيلولة دون حضور الصحفيين الأجانب، فضلا عن المحامين الفرنسيين الذين أرسلهم
نامعلوم صفحہ