أشرف قبل رحيله على ضرب
سيد ترك ، أحد المسجونين القدامى من قادة
حدتو
العمال، فوق «العروسة» الخشبية التي يشد إليها السجين من أمام بحيث يصبح ظهره العاري تحت رحمة السياط الجلدية. وأظن أنها كانت تمثيلية متعمدة لإرهابنا، خاصة وأن الشكوك حامت حول علاقة
سيد ترك
بالمباحث بعد الإفراج عنه.
لكن الإرهاب الحقيقي جاءنا من ناحية أخرى؛ فقد خلق وجودنا بيئة مواتية لجحافل الذباب. ولم نلبث أن انخرطنا في أول معركة لنا مع الطبيعة. ولم يكن الأمر يتعلق بالصراع معها بقدر ما تعلق بالصراع مع أنفسنا. وتلقيت أحد الدروس الهامة في حياتي العملية عندما بدأنا حملة منظمة من أجل النظافة.
كان نفض البطاطين وكنس الأرضيات ثم مسحها وغسل أواني الطعام وتفريغ جرادل البول والبراز وتنظيف دورات المياه أمرا صعبا لمن لم تؤهلهم تربيتهم لذلك. وعندما حان دوري مع زميل لي هو
إبراهيم المناسترلي
تسللت إلى الفناء في محاولة للتهرب. ووجدت أن
نامعلوم صفحہ