ودخل فائق بخارى، فبادر إلى الباب] «6»، ولثم خد التراب. وجلس مجلس «7» الحجاب. وأظهر القلق والالتياع، لإخلال أبي الحارث بدار عزه وشرفه، ومقر الماضين من سلفه، وجشم مشايخ بخارى إليه في مسألته تقديم الإياب، وتعجيل الانقلاب، فوثق إذ ذاك به، وأمر بالكتاب إليه في إحماده على طاعته وتقربه، فكان مفتتح ما خوطب به من جعل المخالصة «وليك الله» زماما يمده، والمناصحة إماما يهديه ويرشده، فمسعود وقوفه حيث وقفته هذه، ومحمود تصرفه حيث صرفته تلك.
وارتاح أبو الحارث للانصراف حين أمن جانب الخلاف، وسير قبل صريمة الرأي «1» بكتوزون وهو الموسوم «2» بالحجبة الكبيرة على بابه إلى نيسابور على قيادة الجيوش [81 أ] ولقبه بسنان الدولة. ثم عبر النهر عائدا وراءه «3»، فتلقاه فائق «4» مقيما رسم العبودة، ومؤديا فرض الطاعة المحمودة. وانكفأ «5» به «6» إلى بخارى واستقام «7» له الأمر، وخمد ذلك الجمر.
صفحہ 152