وشخص جميل يؤنس «1» الناس حسنه ... ولكن له أسرار سوء قبائح ولما أفضى أمر الإمارة إلى أبي الحارث منصور بن نوح، وهو في حدقة البلوغ، وينع الشباب، وعند مشتعل الحركة، ومستصبح النجابة، ومستوضح الأصالة والإصابة، أقام أبا المظفر محمد بن إبراهيم وزيرا، وفوض الملك إلى فائق كفالة وتدبيرا. وكان عبد الله بن عزير اتقى شوكة الأمير سيف الدولة عند قصده بخارى بالإصعاد إلى الأعالي، فلما انقرضت «1» حياة الرضا، أطمع أبا منصور محمد بن الحسين الاسبيجابي في صحابة الجيش بخراسان، وحمله على الانحدار به إلى بخارى مستعينا بأيلك الخان «2»، على نيل الأرب المنشود، وإصابة «3» الغرض المقصود. فنهض أيلك لمصاحبتهما، وسار إلى باب سمرقند بهما، حتى إذا أناخ بمرج على ظاهرها، أتاه أبو منصور في خف من غلمانه زائرا، فاحتبسه بعلة الطعام، وأصحابه بين التخييم والاستجمام، فأمر به وبابن عزير، فشدا في حلق الوثاق، وقرنا في «4» قرن الاعتقال، وأرسل إلى [80 ب] فائق، فلما أتاه أجله ورفع محله، وخف عن مكانه إكبارا له، وضم إليه ثلاثة آلاف رجل، وأمره بالمسير إلى بخارى على مقدمته، فسار على ما رسم «5» له.
فلما بلغ أبا الحارث خبر إقدامه، ارتج عليه وجه الصواب، وصر عليه رجل الغراب. وأعجلته فظاعة الخبر عن التدبير، [فبادر إلى العبور بمن معه من صغير وكبير.
صفحہ 151