والشمس عن صوبها ردَّت له وله ... قد أسبل المزن لمَّا استمطر المطرا
من آيه وكفى القرآن معجزة ... ما كان من خارق في بدئه ظهرا
يكفيك أن إله العرش صوَّره ... كما يشاءُ ومنهُ صوّر الصورا
لا لا تقس بالورى الماحي فذو خطأٍ ... من قاسهُ بالورى لو لم يكن بشرا
أثنى عليه بما قد كان ناسبه ... رب العباد فماذا يبلغُ الشُّعَرا
أهدى إليه قديمًا من بدائعه ... كعب وحسّان والهمزيُّ ما كثرا
أسْدوا به وأناروا ثم ما بلغوا كلاّ لعَمْرُك من مِعشاره العُشرا
لكن أتوا فيه بالقدرِ الذي اقتدروا ... قبلي فهلْهلْتُ أقفوا منهم الأثرا
لا يوجدُ الدهرَ إلا راكبًا خطرًا ... أو قائدًا شقرًا أو طاردًا أخرا
أو قائدًا عسكرًا أو مفنيًا زمرًا ... أو قارئًا سورًا أو قائمًا سحرا
ما زال يغزو وجند الله يؤزره ... والنصر يصحَبهُ في كلِّ ما شجرا
حتى استبد وبزَّ الكفر دولته ... بالغزوِ واستعبد الأشراف والأمرا
وأصبحت ملة الإسلام واضحة ... وعمَّ نور هداه البدوَ والحضرا
قد أنكروا ما أتى البر الصدوق به ... والبر أنزلَ تصديقًا له السورا
من صدَّ عن آيه العظمى أعدَّ له ... بواتر الهند والخَطّيَّةَ السمرا
والجرد جرد المذاكي القود حاملة ... رُبْدًا ضراغم في زِي الورى جسرا
مستلئمي حَلق الماذيّ يقدمهمْ ... شاكى السلاح يهز الصارم الذكرا
ثَبْتُ الجنان وموج البحرِ ملتطم ... والحرب رامية من شهبها الشررا
يخوض ثم بحار الموت مبتسما ... تلك الجراَءة بَلْهَ الضيغم الهصرا
هذا ما بقى في الخاطر منها، وربما وقع فيها تقديم وتأخير. ومن بديع قوله في الغزل:
ولت ليالٍ إلينا ساقها الزمنُ ... ما سيق من بعدها للأعين الوسنُ
ولّتْ سِراعًا وولّى البشر يتبعها ... عنا وأقبل من إدبارها الحزن
ولّت فقائم ركن الصبر منهدم ... من بعدها ومصون الدمع ممتَهَنُ
1 / 59