328

قال عمرو: يا أبا اليقظان، ليس لهذا جئت، إنما

جئت لأنى رأيتك أطوع أهل هذا العسكر فيهم.

أذكرك الله إلا كففت سلاحهم وحقنت دماءهم، وحرضت على ذلك (1)، فعلام تقاتلنا ؟ أو لسنا نعبد إلها واحدا، ونصلي [ إلى ] قبلتكم، وندعو دعوتكم، ونقرأ كتابكم، ونؤمن برسولكم.

قال عمار: الحمد لله الذى أخرجها من فيك، إنها لى ولأصحابي: القبلة، والدين، وعبادة الرحمن، والنبى صلى الله عليه، والكتاب من دونك ودون أصحابك.

الحمد لله الذى قررك لنا بذلك، دونك ودون أصحابك، وجعلك ضالا مضلا، لا تعلم هاد أنت أم ضال ؟ وجعلك أعمى.

وسأخبرك علام قاتلتك عليه أنت وأصحابك.

أمرنى رسول الله صلى الله عليه أن أقاتل الناكثين، وقد فعلت، وأمرني أن أقاتل القاسطين، فأنتم هم.

وأما المارقون (2) فما أدرى أدركهم أم لا.

أيها الأبتر، ألست تعلم أن رسول الله صلى الله عليه قال لعلى: " من كنت مولاه فعلى مولاه.

اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ".

وأنا مولى الله ورسوله وعلى بعده، وليس لك مولى.

قال له عمرو: لم تشتمتى يا أبا اليقظان ولست أشتمك ؟ قال عمار: وبم تشتمني، أتستطيع أن تقول: إنى عصيت الله ورسوله يوما قط ؟ قال له عمرو: إن فيك لمسبات (3) سوى ذلك.

فقال عمار: إن الكريم من أكرمه الله، كنت وضيعا فرفعني الله، ومملوكا فأعتقني الله، وضعيفا فقوانى الله، وفقيرا فأغناني الله.

وقال له عمرو.

فما ترى في قتل عثمان ؟ قال: فتح لكم باب كل سوء.

قال عمرو: فعلى قتله ؟ قال عمار: بل الله علي قتله وعلى معه.

قال عمرو:

__________

(1) ح: " وحرصت على ذلك " ومؤدى العبارتين واحد.

(2) في الأصل: " المارقين " صوابه في ح (2: 273).

(3) ح: " لمساب ".

صفحہ 338