بن مروان في ألفين رجل. وجماعة غيرهم. فاجتمعت تلك الامراء في أسفل الفرات. وترك شبيب الوجه الذي فيه جماعة هؤلاء القواد وأخذ نحو القادسية فوجه الحجاج زجر بن قيس في جريدة خيل تقاوم عدتها ألف وثمانمائة ، فارس. وقال له اتبع شبيبا حتى تواقعه حيثما أدركته فخرج زجر بن قيس حتى انتهى الى السليحين وبلغ شبيبا مسيره اليه. فاقبل نحوه فالتقيا وقد جعل زجر على ميمنته عبيد الله بن كنار. وكان شجاعا. وعلى ميسرته عدي بن عدي بن عميرة الكندي. وجمع شبيب خيله كلها كبكبة واحدة. ثم اعترض بها الصف يوجف وجيفا حتى انتهى الى زجر فنزل زجر فقاتل حتى صرع. وانهزم أصحابه وظن انه قد قتل. فلما كان الليل وأصابه البرد قام يمشي حتى دخل قرية فبات بها وحمل منها الى الكوفة وبوجهه أربع عشرة ضربة فمكث أياما حتى أتى الحجاج وعلى وجهه القطن فأجلسه معه على السرير. وقال أصحاب شبيب لشبيب وهم يظنون أنهم قد قتلوا زجرا. قد هزمنا جندهم وقتلنا اميرهم. فانصرف بنا الآن موفورين. فقال لهم ان قتلكم هذا الرجل وهزيمتكم هذا الجند قد أرعب هؤلاء الامراء. فاقصدوا بنا قصدهم فوالله لئن نحن قتلناهم ما دون قتل الحجاج وأخذ الكوفة شيء. فقالوا له نحن طوع لأمرك ورأيك. قال الراوي فانقض بهم جادا نحو عين التمر واستخبر عن القوم فعرف اجتماعهم في رود آباد في أسفل الفرات على أربعا وعشرين فرسخا من الكوفة.
صفحہ 150