يا جسدا قد ذاب حتى امحى
إلا قليلا عالقا بالشقاء
أعانك الله بصبر على
ما ستعاني من قليل البقاء
أديب ملتزم
لقد أشاعت الوجودية في عالم الثقافة والأدب المعاصر فكرة خصبة بالغة الأهمية، وهي فكرة الالتزام في الأدب كنتيجة للالتزام في الحياة، وهي قد لا تبدو جديدة، ولكن الوجودية قد جعلت منها في العصر الحاضر مذهبا في الأدب والتفكير.
وإذا كان الالتزام في الأدب مذهبا يرمي إلى توجيه الأدب الجديد، فليس هناك ما يمنع من اتخاذه فيصلا في الحكم على الأدب السابق، أو على الأقل نورا يهتدى به في إيضاح خصائص الأدب السابق ومميزاته.
والالتزام في الأدب معناه بكل بساطة أن يكون للأديب رأي واضح متميز في المشكلة التي يعرضها، أو في القصة التي يرويها، أو المسرحية التي يقدمها، بل وفي القصيدة التي ينظمها، إذا كانت تلك القصيدة ذات موضوع يحتمل إبداء رأي، والالتزام به وتحمل مسئوليته.
والذي لا شك فيه أن العالم كله والبلاد العربية في حاجة ماسة إلى الأدب الملتزم، وذلك حتى يستقيم للناس سلم صحيح للقيم، وحتى يتميز الحق من الباطل، والطيب من الخبيث، والخير من الشر، والجميل من القبيح، ومن أجدر من الأدباء ذوي الوعي والحساسية بأن يقدموا لأممهم هذا السلم الذي تفتقده.
والذي لا شك فيه أنه لو غلب مذهب الالتزام على أدبنا لاستطاع الأدباء أن يحتلوا مكانهم في قيادة الأمة وكسب احترامها، ولاستطعنا أن نتخلص من أكبر أزمة روحية نعانيها، وهي أزمة البلبلة والتردد والفوضى، واختلاط القيم والأقدار.
نامعلوم صفحہ