وتجنّب الأوثان، وطمع فى النبوة؛ لأنه قرأ فى الكتب أن نبيا يبعث بالحجاز، فرجا أن يكون هو، فلما بعث النبى ﷺ حسده فلم يسلم، وهو الذى رثا قتلى بدر المشركين بالقصيدة التى أولها:
ماذا ببدر والعقن ... قل من مرازبة جحاجح
وفى المرآة عن ابن هشام أنه كان آمن بالنبى ﷺ، فقدم الحجاز ليأخذ ماله من الطائف ويهاجر، فعلم بغزوة بدر وقتلى صناديد قريش فيها، فجدع آنف ناقته وشقّ ثوبه وبكى لأن فيهم ابني خاله، وعاد إلى الطائف ومات فيها، وصحّ أنّ النبىّ ﷺ استنشد الشريد بن عمرو من شعره فأنشده فقال: «كاد أن يسلم» والمعروف أنه كان حنيفيا على ملّة إبراهيم ولم يتنصره، ولم يلق النبى ﷺ قبل النبوة ولا بعدها ومن شعره:
كلّ دين يوم القيامة عند الل ... هـ إلّا دين الحنيفة زور
المقدمة الرابعة: حديث إسلام سلمان الفارسى
كان سلمان الفارسى رضى الله عنه فارسيا مجوسيا فتنصر على يد بعض الرهبان وصحب غير واحد من عبادهم، وسمع منهم أو من آخرهم بقرب ظهور النبى الذى بشر به عيسى والأنبياء من العرب، فقصد بلاد العرب وبيع لبعض يهود يثرب ظلما وعدوانا ولم ير النبىّ ﷺ إلا بعد الهجرة فأسلم وكاتب سيده (أى اشترى نفسه منه) وفى قصته روايات متعارضة وهذا هو المراد منها لدرمنغام وغيره.
المقدمة الخامسة: رحلتا الشتاء والصيف لتجار قريش
ذكروا ما كان من رحلة تجار قريش فى الشتاء إلى اليمن، وفى الصيف إلى الشام واجتماعهم بالنصارى فى كل منهما كلما مروا بدير أو صومعة للرهبان، وكان هؤلاء النصارى يتحدثون بقرب ظهور نبى من العرب.
1 / 67