واحد فی سلوک

ابن نوح قوصی d. 704 AH
74

واحد فی سلوک

اصناف

============================================================

الوحيد في سلوك أهل التوحيد فالناس في عمر الدنيا فيها يتكلمون، وأرباب العقول يحدسون ويحثون، ينطق بوصفها كل خطيب وشاعر، وسلبت معانيها الأوائل والأواخر، وكان ما ذكروه من الأشواق والأتواق والإحراق واللهف والأسف والشغف والحزن والأنين والوحد والغرق والاصطلام والفناء والمحو والهباء والسكر والصحو والبقاء والنحول والذبول والأرق والقلق والملق والسهر والسهاد والوحدة والانفراد والعزلة والانقياد والبهتة والدهشة والحيرة والغيبة والسكون والحركة والسلم والحرب والضمة واللمة والشفاء والسقام والغمة والأوهام والبلاء والصبا والبكاء والخضوع والخشوع والدموع والنيران والأشجان والبوح والنوح والكتمان والسر والإعلان والموت والفوت والحياة والنشور والتعب والفوق والتحت والعقاب والشهود والخمود والعهود والإطراح والسجن والسراح والعتق والرق والجمع والفرق، وما لا يحصر في كلام، ولا تحده الأفكار والأوهام.

فكه ذلك صفات المحبة، وفعلها بالحب بحسب استطاعته وقوته واستعداده، وهي أعظم مما ذكروا وألطف مما وصفوا، يدق معناها عن المعنى ووصفها عن الصفاء ولطفها عن لطائف العقول والهوى كما قيل ألم بنا وصت يجك عن الوصف أدق من المعنى وأخفى من اللطف تمازحت الأرواخ وهي لطائفة إذا هو روخ الروح والروخ كالطرف واسم المحبة مأخوذ من حبة القلب، وهي سويداؤه، وقيل من الحباب الذي يطفو على الكأس، وقيل غير ذلك، وقيل: المحبة نار تحرق من القلب ما سوى المحبوب، وعندي أن ذلك بحلي صفات الحبوب إلى صفات الحب بالاستيلاء حتى يفنيها ويمحقها ويحو آثرها وعينها، فيبقى بصفات محبوبه وتغيب عنه صفات نفسه، فيسمي باسمه كات شيء وينظره في كل شيء ولا يجد معه شيئا كما قيل إذا شئت أن ترضي وأرضى وتملكي زمامي ما عشنا معا وقياديا ألا فانظري الدنيا بعيني واسمعي بأذني فيها وانطقي بلسانيا راى

صفحہ 74