============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد الشرائع الظاهرة بالتقوى، وممنوعة عن شرها وحظوظها بما حده الله تعالى من الحدود وترك الهوى بسيوف الخوف حتى يقود إلى التقوى فإذا وجدث مساعذا لها على خلاصها من حبسها وإطلاقها في الإباحة لملادها وأنسها خرقت سياج شرعها، وأفلتت من شباك زيغها، ولم تراع حق رها، وزعمت أن هؤلاء هم أفضل الخلق أقوالا
وأعمالا، وأهم الأقرب إلى الله تعالى فغيروا أعلام الطريق، واشتبه على العامة معرفة الزنديق من الصديق فعيرت عن ذلك مطلقا قلت فيه محققا كما قيل عمن تقدم: وتغيرت صفة الغوير فما الغوير كما الغوير ولا التقى ذآك التفى السلوك الصويع لكن ليس برؤية المستحيل يستحيل الواجب، ولا بوجود الباطل يكون الحق ذاهبا، فالشمس لا تتغير بما يسترها من السحاب، ولا يذهب الأسد عويل الذئاب، فإن الأولياء بحمد الله تعالى في زماننا هذا كثير، وأهل الطريق من كل نوع في السلوك إلى الله تعالى جمع كبير لا يعلمهم إلا الذي خلقهم: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير [الملك:14] .
لا تقف يا ولي مع الأوهام، ولا بقول من قال بسوء الظن بالطائفة ذاك الكلام، فان جعل الجميع في سوء الظن واحد، وسوء ظنه في الحقيقة عليه عائد؛ لأنه هو الشاهد لصورته في المرآة والمحبوس في سوره فلا يتعداه، فتراه يميل إلى هواه ويرفض ما سواه، ومن جهل شيئا عاداه، ولست لذلك أهلا ولا إلى ما حملني مستقلا لأن الأمر عظيم والخطب جسيم وجناب الله تعالى منيع وشأنه عزيز وحرزه حريز.
كيف واختلاف الطريق بحسب السالكين، والمطلوب بحسب استعداد الطالبين؟
فهم وإن اختلفت طرائقهم فبحسب آنواعهم وأجناسهم، فاختلافهم بحسب نصيبهم من آثار الصفات، ونصيبهم بحسب قسمتهم من الميراث والمطلوب واح ولا تقبل الوحدة الناقص ولا الزائد، فكيف لي بإحابتك أيها السائل؟
مع حجاب الشواغل وتكدر الخواطر وظلمة الباطن والظاهر؟
فنسأل الله العظيم آن يعينني بعنايته ويخصني بكرامته ويسعدي بولايته ويجعلني له حبيبا حتى أكون له محيبا فلقد هيحت مني ساكنا وأثرت عندي كامنا.
صفحہ 4