============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد والواحدين، وسالكي طريق الورع والنزاهة والعباد والمتوجهين وأهل الاطلاع والمكاشفين، وما بلغني عن الأقطاب والأبدال والأوتاد والأميين في كل إقليم من البلاد والخليفة والإمام والمستخلف في كل مقام، وما أخبروا به عن آنفسهم، وما حكوه لي عن غيرهم، ومن تعدى هذه الأطوار وفات الليل والنهار، وما حقيقة التصريف والتعرف والتعريف؟
ليكون إلى جناب الله مشوقا وللسالكين مطرقا وللعارفين مثبتا ومحققا، وخشيت على اندراس هذا الطريق وغيره على أهل التحقيق، وألا يزعم الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا أن ذلك ما كان أو ما وقع في زمان، أو يعتقد أرباب العلوم الكائنة في الكتب أن ذلك كان شيئا ومضى، أو كبرق لاح وطار ومضى، فهو يحدس بفكره ويقيس ويغيب عن النفيس برؤية الخسيس، فلا يعرف إلا ما يراه من ملبسه من جنسه، ويقيس بيومه على ما مضى من آمسه، ويضرب الأمثال على آنواع المحال، ويعرض عن الحق بما حلا له من الباطل ولا يرجع فيه إلى عاجل ولا آجل فتراه من سوء الظن يحول ويترتم ويقول: أما الخيام فإنها كخيامهم وأرى نساء الحي غير نسائها هذا وإن كان صدق فيما قاله القائل فإها كلمة حق أريد بها باطل: خرقة السادة الصوفية هذا وإن كانت الخرقة الشريفة قد كثر من المتشبهة والكذبة عليها والجهالة من العباد، وسرى ذلك في كثير من البلاد، وقام لهم الشيطان إماما وتعلق في مراياهم أحلاما فبعضهم يحض عليه ويتولاه، وبعضهم يدفعه عن تبعيته ولا يرضاه؛ لأنه قد أعرض عن الرحمن ونسي قوله تعالى: الم أغهذ إليكم يا بني آدم أن لأ تغبدوا الشيطان} [يس: 60] .
وقد جعلوا حظهم في هذه الطريقة ألوان اللباس وألوان الطعام، وقنعوا من الأسرار الإلهية والمنازلات الربانية بالبقبقة والتشدق في الكلام، يتبعهم على ذلك الجهال من العوام وأرباب الشهوات وأكلة الحرام؛ لأن النفوس محبوسة عن شهواها ولذاها بسيوف
صفحہ 3